في تقليل وتكثير هذا العطاء عدة أمور : أحدها - احتياجاته بما هو إنسان أو بما هو عالم في المنطقة فإنها تختلف من شهر إلى شهر . والثاني - مقدار ما يقدّمه للمرجعية من أموال وحقوق شرعية . والثالث - مقدار ما يقدّمه للمنطقة من أتعاب وجهود . والرابع - مقدار ما ينتج في تلك المنطقة من نصر للإسلام . كما أن هذه الأمور الأربعة قد تؤثر - أيضا - في تحديد مقدار العطاء المتمثل في الراتب المقطوع [1] . 4 - دعم المرجعية الصالحة لمكتب صالح ونظيف من بين المكاتب ، وهي التي كانت تسمى في النجف ( بالبرّانيّات ) ، بحيث يصبح ما يصدر من ذاك المكتب ممثّلا في نظر الناس بدرجة خفيفة لرأي المرجعية ، وفائدة ذلك : أن المرجعية الصالحة قد تريد أن تنشر فكرة سياسية أو اجتماعية أو غير ذلك من دون أن تتبنّاها مباشرة لمصلحة في عدم التبنّي المباشر ، أو تريد أن تفاوض السلطة في أمر من الأمور بشكل غير مباشر ، فذاك المكتب يتبنّى أمثال هذه الأمور . الحوزة العلمية والتحزب : وأمّا الثالث - وهو رأيه في مدى صحة اشتراك الحوزة العلمية في الأحزاب السياسية الإسلامية ، فقد رسم - رضوان اللَّه عليه - في تلك الأبحاث الأسبوعيّة
[1] قال الشيخ محمد رضا النعماني حفظه اللَّه : وفعلا فقد نفّذ شهيدنا العظيم هذه الفكرة ، ولم تبق مجرد فكرة فبعد ان تحسّن الوضع المالي للمرجعية بدأ السيد الشهيد بإعطاء رواتب لوكلائه ولو بشكل محدود ، وقد كانت لتنفيذ هذه الفكرة آثار إيجابية عظيمة ، يمكن تلخيصها بما يلي : 1 - استقلال العالم استقلالا تاما ، فهو لم يعد بحاجة إلى محاباة أصحاب الأموال الذين كانوا قد يحوّلون العالم إلى أداة بأيديهم ، وأصبح العالم ينفّذ إرادة المرجعية وما تتطلبه مصلحة الإسلام . 2 - بدأ الكثير من المدن والمناطق تطالب المرجعية بعالم يقيم لديها ، إذ أن العقبة التي كانت تقف أمامهم هو الفقر والحاجة المالية لكثير من أهالي هذه المناطق ، إذ لم تكن لديهم القدرة المالية على تغطية شؤون العالم الدينية ، ومن الواضح للجميع الآثار السلبية التي تترتب على عدم وجود ممثل للمرجعية في المدن والمناطق .