خطوطا ثلاثة ذكر : أن اثنين منها خطَّان ثابتان ، وواحدا منها خطَّ متحرك : الخط الأوّل - ضرورة الفصل بين جهاز المرجعية الصّالحة والعمل الحزبي . والخطَّ الثاني - عدم البأس باشتراك طلاب الحوزة العلميّة غير المرتبطين بجهاز المرجعيّة الصالحة ، في العمل الحزبي الإسلامي . وهذان خطان ثابتان . والخط الثالث - وهو ما أسماه بالخط المتحرّك - أنّ من كان عضوا في جهاز المرجعيّة الصالحة وهو في نفس الوقت عضو في حزب الدعوة الإسلاميّة ، ويكون انسحابه من صفوف الحزب مؤدّيا إلى إرباك الوضع في داخل الحزب يبقى محتفظا بارتباطه بالحزب إلى حين ما يرى أنّ انفصاله لا يؤدي إلى مثل هذا الارتباك ، فعندئذ ينفصل عن الحزب . وكان تاريخ تحديده - رحمه اللَّه - لهذه الخطوط الثلاثة بحدود أوائل سنة 1393 الهجرية . وبعد هذا حينما اعتقلت السلطة الكافرة في العراق ثلة من العلماء الأعلام ، وثلَّة من المؤمنين الكرام ، وكان بضمنهم الشهداء الخمسة الشيخ عارف وصحبه ، وكان بضمنهم أيضا السيد الهاشمي ، وكنت أنا - وقتئذ - في إيران وأفرجت السلطة بعد ذلك عن جماعة منهم السيد الهاشمي ، وبقي جماعة آخرون في الاحتجاز ، أصدر الأستاذ الشهيد ( رحمه اللَّه ) كلمته المعروفة الَّتي ذكر فيها فصل الحوزة العلمية كاملة عن العمل الحزبي وكان هذا بتاريخ 10 - شعبان 1394 ه . وكتبت بعدئذ رسالة إلى أستاذنا الشهيد ، أستفسره فيها عمّا هو المقصود الواقعي عن هذه الكلمة فذكرت له : أن المحتملات عندي أربعة : 1 - ان يكون المقصود بهذه الكلمة لحاظ مصلحة في أصل ذكرها ونشرها كتقيّة ( وعلى حد تعبير علماء الأصول تكون المصلحة في الجعل ) . 2 - أن يكون المقصود بهذه الكلمة أولئك العلماء والطَّلَّاب المرتبطون بمرجعيتكم ، وإن اقتضت المصلحة إبرازها على شكل العموم . 3 - ان يكون المقصود بهذه الكلمة فصل طلاب الحوزة العلمية في العراق