كلمات النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وخصوصيات الواقعة فلم يبق محل للإرفاق به [1] . لكنّه عليل ، لكونه خلاف ظاهر التعليل . والعمدة في التوجيه يبتني على مقدّمات : [ المقدّمة ] الأولى : لا إشكال في ثبوت حق العرض ، وكونه من أنحاء السلطنة ، فصاحبه مسلَّط على حفظه ، وهتكه ضرر وعمل على خلاف سلطنته ، كما هو كذلك في غيره من موجبات السلطنة ، بل هو من أعظم الحقوق وأكمل أفراد السلطنة . [ المقدّمة ] الثانية : إنّ سمرة كان يهتك عرض الأنصاري بمجيئه فجأة ، ومن غير إعلان واستئذان . [ المقدّمة ] الثالثة : إنه كان بحيث لا يتمكن الأنصاريّ من حفظ عرضه إلَّا بدخول سمرة مع الإعلان ، وإلَّا لأمره النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بذلك كما يرشد إليه بعض عبارات الرواية الحاكي لكيفيّة بيت الأنصاريّ [2] ، وكما يؤيّده ملاحظة حال بيوت أهل البساتين ، ولا أقلّ من استلزام الحفظ بغيره [3] اختلال نظام أهل الأنصاريّ ، سيّما مع ما استفيد من تعمّد سمرة ومجيئه فجأة . [ المقدّمة ] الرابعة : إن سمرة لم يكن له حقّ في الطريق [4] والبستان إلَّا ما دام لم يقلع عذقه بحيث لو قلع زال حقّه ، فلم يكن شريكا في أصل البستان أو الطريق ، وإلَّا لما أفاد القطع
[1] كان ذلك سياسة من النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : على هذا المعاند ، لا قضاء . الهامش . [2] انظر : روايات قضية سمرة في مقدمة الكتاب . . [3] أي : بغير الاستئذان والإعلان . . [4] وقد صرّح بذلك الشيخ الصدوق حيث قال : وسمرة كانت له نخلة ولم يكن له الممرّ إليها . ( الفقيه 3 : 77 ) .