نام کتاب : فرائد الأصول نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 303
عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم بتقليدهم علماءهم ، وأما من حيث افترقوا فلا . قال : بين لي يا بن رسول الله ؟ قال : إن عوام اليهود قد عرفوا علماءهم بالكذب الصريح وبأكل الحرام والرشاء ، وبتغيير الأحكام عن وجهها بالشفاعات والنسابات والمصانعات ، وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم ، وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه ، وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم وظلموهم من أجلهم [1] ، وعلموهم يقارفون [2] المحرمات ، واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق ، لا يجوز أن يصدق على الله تعالى ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله تعالى ، فلذلك ذمهم لما قلدوا من عرفوا ومن علموا أنه لا يجوز قبول خبره ولا تصديقه ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه ، ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى ، وأشهر من أن لا تظهر لهم . وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة والتكالب على حطام الدنيا وحرامها ، وإهلاك من يتعصبون عليه وإن كان لإصلاح أمره مستحقا ، والترفرف بالبر والإحسان على من تعصبوا له وإن كان للإذلال والإهانة مستحقا .
[1] كذا في ( ر ) و ( ص ) والمصدر ، ولم ترد " من أجلهم " في ( ظ ) ، ( ل ) ، ( م ) و ( ه ) . [2] في ( ت ) ، ( ر ) ، ( ص ) و ( ه ) : " يتعارفون " ، وفي ( م ) : " تقارفون " ، وما أثبتناه مطابق للمصدر .
303
نام کتاب : فرائد الأصول نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 303