نام کتاب : فرائد الأصول نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 561
فلا تغتر حينئذ بمن قصر استعداده أو همته عن تحصيل مقدمات استنباط المطالب الاعتقادية الأصولية والعملية عن الأدلة العقلية والنقلية ، فيتركها بغضا لها ، لأن الناس أعداء ما جهلوا ، ويشتغل بمعرفة صفات الرب جل ذكره وأوصاف حججه صلوات الله عليهم ، ينظر [1] في الأخبار لا يعرف [2] من ألفاظها الفاعل من المفعول ، فضلا عن معرفة الخاص من العام ، وينظر [3] في المطالب العقلية لا يعرف به البديهيات منها ، ويشتغل في خلال ذلك بالتشنيع على حملة الشريعة العملية والاستهزاء بهم بقصور الفهم وسوء النية ، فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون . هذا كله حال وجوب المعرفة مستقلا ، وأما اعتبار ذلك في الإسلام أو الإيمان فلا دليل عليه ، بل يدل على خلافه الأخبار الكثيرة المفسرة لمعنى الإسلام والإيمان . ففي رواية محمد بن سالم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، المروية في الكافي : " إن الله عز وجل بعث محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو بمكة عشر سنين ، فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا أدخله الله الجنة بإقراره ، وهو إيمان التصديق [4] " ، فإن الظاهر أن حقيقة الإيمان التي يخرج الإنسان بها عن حد الكفر
[1] في ( ر ) ، ( ص ) ، ( ل ) و ( م ) : " بنظر " . [2] في ( ت ) ، ( ظ ) ، ( ل ) و ( ه ) زيادة " به " . [3] في ( ر ) ، ( ص ) و ( ل ) : " بنظر " . [4] الكافي 2 : 29 ، ضمن الحديث الأول .
561
نام کتاب : فرائد الأصول نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 561