فصل البرهان : إن خلا عن ذكر لازمه [1] ونقيضه [2] فاقتراني حملي ، أو شرطي ، وإلا فاستثنائي ، ومبتدأ المطلوب في الحملي موضوع وأصغر ، وذاته صغرى [3] ، وخبره محمول وأكبر ، وذاته كبرى [4] ، والمكرر وسط [5] . وقد يستدل على المطلوب بإبطال نقيضه ، أو بتحقق ملزوم حقيقته ، [ وهو عكسه ] . فالنقيضان [6] قضيتان أيتهما صدقت كذبت أختها [7] ، وبالعكس ، فالشخصية شرطها الوحدات الثمانية [8] وغيرها معها التخالف كما
[1] أي ما يلزم منه وهو النتيجة . [2] أي نقيض لازمه . [3] المقدمة المشتملة على الأصغر يقال لها صغرى ، أي صاحبة الأصغر . [4] لمفردي مقدمتي البرهان الحملي عند كل قوم اسم ، فالمنطقيون يسمونها موضوعا ومحمولا ، والمتكلمون ذاتا وصفة ، والفقهاء محكوما به ومحكوما عليه ، والنحاة مبتدءا وخبرا ، ولا يرد على المتكلمين : الكاتب إنسان ، لأن المراد بالمحكوم عليه ما صدق عليه ، وبالمحكوم به المفهوم . نعم ، كلام النحاة غير شامل لنحو : ما قام زيد ، فلذلك عبر بعضهم بالمسند إليه والمسند . وما يقال من أن المبتدأ والمسند إليه قد يكون سورا عند المنطقيين فمندفع بأن المحكوم عليه في الحقيقة ما أضيف إليه السور . [5] في " أ " : أوسط . [6] أحسن ما يقال في تعريف المتناقض انه اختلاف قضيتين كيفما مستلزم لذاته صدق أحدهما كذب الأخرى . [7] المراد بالأختية انتفاء التغاير بينهما إلا بتبديل الإثبات نفيا وبالعكس ، وأما التغاير كما فلا عبرة به وإنما المعتبر الوصف العنواني كما قالوه . [8] هي : وحدة الموضوع ، ووحدة المحمول ، ووحدة الشرط ، ووحدة الكل والجزء ، ووحدة الزمان ، ووحدة المكان ، ووحدة الإضافة ، ووحدة القوة والفعل . هذا ما ذكره العلماء ، وزاد بعض المتأخرين وحدات اخر ، كوحدة الآلة وغيرها ، وبعضهم أرجع جميع الوحدات إلى وحدة الموضوع والمحمول ، والكلام فيه مشهور .