responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درر الفوائد في الحاشية على الفرائد نویسنده : الآخوند الخراساني    جلد : 1  صفحه : 91


الظواهر ، ولا دليل آخر على حجّيتها حسب دعواه .
نعم يرد عليه منع الدّعوى لبناء العقلاء على ذلك ، من دون ردع من الشّارع والآيات النّاهية عن الظَّنّ [1] ، لا يصلح لذلك على ما سنشير إليه وأيضاً يرد على ما مهده من المقدّمة الأولى ، انّه ان كان الغرض منه استنتاج حجّية الظَّن ، فهو لا يكاد أن ينتج ذلك ما لم يضمّ إليه ساير مقدّمات دليل الانسداد ، وإن كان المراد منه استنتاج مجرّد ثبوت المقتضى لحجّيته ، فلا دخل للعلم الإجمالي ببقاء التّكليف فيه أصلًا ، بل يكون ذكره في مقدّمات البرهان من قبيل ضمّ الحجر بجنب الإنسان ، فتدبّر جيّداً .
ثمّ هذا كلَّه بناء على المنع عن شمول الاخبار [2] الدّالة على الذّم والوعيد على تفسير القرآن بالرّأي ، بحمل الظَّواهر منه على المعاني الظَّاهرة فيها على ما هو طريقة الخاصّة من الاستعانة والاستظهار ، بالنّقل والسّماع عن العترة الطَّاهرة ، وعدم الاستقلال في ذلك والاتكال إلى القواعد العربيّة ، ودعوى اختصاصها بغير الظَّواهر ، وإنّ المراد منها تأويل المتشابهات بالرّأي والاعتبار العقليّ الَّذي يؤدّى إليه نظره القاصر ، وعقله الفاتر ، أو تأويلها على وفق رأيه وطبق ميله من هواه وطبعه ، فيحمله على هذا التّفسير برأيه وميله ، كما يشاهد ذلك كثيراً من أصحاب البدع والضّلال ، لإضلال الجهال أو المراد منها ما يعمّ حمل الظَّواهر على المعاني الظَّاهرة فيها أيضاً على نحو الاستقلال ، من دون المراجعة إلى السّماع والنّقل عن العترة الطَّاهرة عليهم السلام في تميز النّاسخ والمنسوخ ، والخاصّ والعام ، والحقيقة والمجاز من الكلام .
وأمّا لو سلَّم ظهورها في نفسها على المنع عن العمل بالقرآن مطلقا ، فالجواب لزوم حملها على ما ذكرنا أيضاً ، لما يظهر من غير واحد من الاخبار في غير مورد صحّة المراجعة إلى القرآن في استفادة الأحكام ، وملاحظة مجموعها يوجب الاطمئنان بذلك ، بحيث لا يصغى إلى ما يمكن أن يناقش به في خصوص كلّ مقام ، كما يظهر صدق ما ذكرنا من التّأمّل التّام فيما نقله ( قدّه ) في المقام وغيره ، مثل ما عنه صلى الله عليه وآله : « اقرؤا القرآن والتمسوا غرائبه » [3] . وما عن أمير المؤمنين عليه السلام انّه قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
والَّذي بعثني بالحقّ لتفرقنّ أمّتي عن أصل دينها وجماعتها على اثنين وسبعين فرقة ، كلَّها



[1] - النجم - 28 والإسراء - 36 .
[2] - وسائل الشيعة 18 - 129 .
[3] - مجمع البيان 1 - 27 ( مع تفاوت ) .

91

نام کتاب : درر الفوائد في الحاشية على الفرائد نویسنده : الآخوند الخراساني    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست