نام کتاب : درر الفوائد في الحاشية على الفرائد نویسنده : الآخوند الخراساني جلد : 1 صفحه : 173
المقصود منها تهذيب الأخلاق والمجاهدة مع النّفس في ترك العمل بمشتهياته الَّذي هو أكبر من الجهاد ، ولا شبهة انّ الإنسان لو جاهد كذلك في الله ، والله يهتدى إلى السّبيل ، ولا يحتاج إلى الدّليل ، ولكنّه قليل ، فمن لم يقصر في مقام الاجتهاد ، ولم يأخذه التّعصب والعناد ، وحماية طريقة الآباء والأجداد ، فهو معذور فيها يؤدّى إليه دليله وبرهانه عقلًا ونقلًا « لا يكلَّف الله نفساً إلَّا وسعها » [1] ، ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم ، إلَّا انّ هذا مقام من مزالّ الإقدام ، إذ ارتكاز العصبيّة والحميّة في الأذهان أخفى من دبيب النّمل على الصّفا في ليلة الظلماء ، حيث انّ الإنسان وإن كان في مقام الاجتهاد صار بصدد ان لا يكون عصبيّة وعناد في طلب الحق وحميّة بقول مطلق ، إلَّا انّ حبّ طريقة السّلف للخلف قلّ أن يتخلَّف ونعم قيل بالفارسيّة ( با شير اندرون شود و با جان بدر شود ) وحبّ الشيء يعمي ويصمّ ، ولذا ترى قلَّة آراء الاجتهاد إلى الاعتقاد بغير طريقة الآباء والأجداد ، فعلى الإنسان كمال التّصفية والتّزكية عن العصبيّة في مقام تحصيل الاعتقاد وإن كان هو أكبر من الجهاد ، كي يكون طالباً للحقّ في الحقيقة ، وإن كان غير ما هو عليه من الطَّريقة ، لا طالباً لأن يكون هو الحقّ . ومن هنا يمكن أن يدّعى انّ المخطئ في الاعتقاديّات غير معذور غالباً ، ذلك حال الملتفت البالغ درجة الاجتهاد ، فما ظنّك بالغافل أو القاصر عن درجته ، ومثلها في الأشخاص من العوام ، بل الخواصّ أيضاً كثير جدّاً ، وهذا لا ينافي ترتيب أحكام الكفر عليهم من النّجاسة وعدم جواز المناكحة والمواريث والمقاتلة [2] معهم ، لأنّها حدود دنيويّة قضيتها مصالح ولو كانت علينا خفيّة . ان قلت : نعم ، ولكنّه ينافيه ما دلّ عليه الآيات والأخبار من خلود الكفّار في النّار . قلت : مضافاً إلى منع ظهورها في خلود الجميع بدعوى انصرافها إلى خصوص المعاندين الجاحدين أو المنافقين ، انّ غاية الأمر هي ظواهر لا بدّ من رفع اليد عنها بحكم العقل ، وصريح النّقل . ان قلت : هل لهم في الآخرة من نصيب ؟ قلت : الظَّاهر حسبما يشهد به الاعتبار ، ويساعده بعض الاخبار ، اختلاف هؤلاء في