نام کتاب : دراسات في علم الأصول نویسنده : السيد علي الشاهرودي جلد : 1 صفحه : 96
بعد ما فرضنا ان الطبيعي المأمور به مركب من أمور ليس هذا منها ، يستحيل ان يعمّه الأمر المتعلَّق بذاك الطبيعي فإذا كان مطلوبا لا بدّ وأن يكون بطلب آخر غير الطلب المتعلَّق بالطبيعي ، غايته اما بنحو المطلوب في المطلوب نظير الأدعية الواردة في أيام شهر رمضان التي يكون ظرف محبوبيتها تلك الأوقات بحيث يترتب على امتثالهما أجران وثوابان . وأخرى يكون إيجاد الطبيعي الواجب في ضمن خصوصيّة خاصّة محبوبا ، وعليه يترتّب على امتثالها أجر قوي لا أجران . والفرق بينهما اعتباري ، والمثال العرفي لذلك ما إذا طلب المولى من عبده الماء ، فان العبد لا بدّ له عقلا من إتيانه في إناء لا محالة ، وتختلف الإناءات من حيث المحبوبية والحزازة ، فامتثال ذاك التكليف مع بعض الخصوصيات كالإتيان به في ظرف نظيف يكون محبوبا بخلاف الإتيان به في إناء غير نظيف ، وبهذا صحّحنا جملة من العبادات المكروهة . وبالجملة ليس الفرد إلَّا الطبيعي المضاف إليه الوجود ، فالأمر المتعلَّق به يستحيل ان يعمّ الخصوصيّات الفرديّة ، فإذا كان شيء منها مطلوبا لا بدّ وأن يكون بطلب مستقل ، فجزء الفرد أو شرط الفرد بالمعنى المتقدّم غير معقول ، ويترتّب على هذا ثمر مهم في بحث النهي في العبادات . هذا تمام الكلام في الصحيح والأعم .
96
نام کتاب : دراسات في علم الأصول نویسنده : السيد علي الشاهرودي جلد : 1 صفحه : 96