فحيث ما إذا وجد الكلام ينعدم فالمعدوم غير مشمول له . وإن كان ما به الخطاب باقيا - إما بالكتابة أو الحكاية أو نحو ذلك من أسباب البقاء - فلا مانع من شمولها لهم بلا إشكال . ولعل خطابات الشارع من هذا القبيل ، لأنه باق بأحد الأسباب المذكورة . مضافا إلى أنه يمكن أن يكون خطاب الله تعالى متوجها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقط ، والقابل لهذا الخطاب قلبه الشريف كما هو ظاهر قوله عز وجل : ( نزل به الروح الأمين × على قلبك لتكون من المنذرين [1] . ونسبة هذا الخطاب بالنسبة إلى جميع المكلفين على السوية حتى الموجودين في زمان نزول الآيات الشريفة ، لان نسبته تعالى إلى الموجودات على السواء زمانية كانت أو مكانية ، لأنه سبحانه فوق الزمان والمكان بالإحاطة علما ، وقراءة النبي صلى الله عليه وآله على الناس كان بعنوان الحكاية قرآنا ، كما يشير إليه قوله سبحانه وتعالى : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه [2] وقوله تعالى : فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ( 3 ) وقوله عز من قائل بالخطاب العام : فاقرأوا ما تيسر ( 4 ) في مواضع عديدة حيث نسب القراءة إليه صلى الله عليه وآله . وبذلك يندفع توهم أن المخاطب - بالكسر - ولو كان محيطا علما بجميع الموجودات فلا فرق حينئذ بين الموجود والمعدوم إلا أن المخاطب غير قابل للشمول . وجه الاندفاع ما قلنا : إن المخاطب قلبه الشريف صلى الله عليه وآله ، وله نحو وجود محيط أعطاه الله تبارك وتعالى ، وجعله ظرفا ووعاء لقبول الخطابات القرآنية . هذا مضافا إلى قوله تعالى : قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني