في المطلق والمقيد وفيه أبحاث : الأول اعلم أن الاطلاق والتقييد وصفان للمعنى يلاحظ معناهما عند اعتبارهما موضوعين للحكم ، فكل معنى كان موضوعا للحكم وله نحو انتشار فيه من دون أن يكون اعتبار شئ آخر دخيلا فيه ، كان هذا المعنى مطلقا ، ويسمى اللفظ الدال على المعنى المذكور أيضا مطلقا ثانيا وبالعرض . وكل معنى لا يكون تمام الموضوع في مقام الموضوعية ، بل يكون هو مع شئ آخر موضوعا للحكم يسمى مقيدا ، واللفظ الدال عليه أيضا كذلك ثانيا وبالعرض . فالمعنى الذي ليس له نحو انتشار ليس بمطلق ولا مقيد . والذي يكون له ذلك ولكن لا يكون موضوعا للحكم ليس بمقيد ولا مطلق . والذي كان موضوعا له مع قيده يكون مطلقا لا مقيدا . والحاصل : أنهما في مقام الموضوعية لا في مقام تصور معنييها لأنهما ليسا موضوعين لغة .