responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 373


كذلك بعد ما اعترفوا بأنّ مجرّد عدم الاجتماع أعمّ من المانعية ولذا اعتبر بعض المحققين وتبعه غيره في الضدّين أن يكون التنافي وعدم الاجتماع ذاتيا احترازا عن بعض ما اعترف بعدم كونه من الضدّ ممّا مرّ مع أنّه كما ترى منقوض بالنقيضين بل بلوازم الضدّ أيضا لأنّ سبب عدم اجتماعهما مع الضدّ الآخر بعينه هو سبب عدم اجتماع نفس الضدّين ومحض كونها لازما وذاك ملزوما لا يجعل التنافي عرضيّا إلَّا أن يريد بالذاتي تساوي الرتبة وهو مصادرة والشهرة بين المتكلَّمين على ما يحكيه المحكي عن الشيخ الرئيس ممّا لا أصل لها وعلى فرض التسليم فهو يدلّ على وقوع الخلاف فلا بدّ في التحقيق أولا من تعريف المانع وكشف حقيقته حتى يتبيّن أنّه صادق على مطلق الضدّ أم لا فنقول إنّ المانع على ما يظهر من أهل المعقول عبارة عمّا يكون وجوده مؤثرا في عدم الممنوع كما يكشف عن ذلك تعريفهم بأنّ المانع ما يلزم من وجوده العدم فإن لفظة من إمّا سببيّة أو نشوية كما تقدم في بابه وعلى الوجهين يعتبر أن يكون مقتضيا ومؤثرا في وجود الممنوع كالنار بالقياس إلى الماء فإنها مقتضية للإحراق كما أنّ الماء مقتضي عدمه ومن المعلوم أن مطلق الضدّ كالسّواد مثلا ليس كذلك إذ لا تأثير له في عدم البياض وإن كان سابقا عليه وشاغلا لمحلَّه فكيف يحكم على كلّ أمر وجوديّ لا يجتمع مع وجودي آخر بأنّه مانع ومؤثر فيه وإذا تمهّد لك هذا فنقول قد استدلّ بعض على كون الضّدّ مانعا بأنا لو فرضنا وجود أحد الضدّين وفرضنا وجود مقتضي الآخر جامعا لجميع شرائط التأثير غير عدم الضدّ الموجود لم يؤثر إلا بعد ارتفاعه وهذا دليل على كون الضدّ مانعا عن ضدّه إذ لولاه لترتب المقتضى على المقتضي لاستحالة تخلَّف المعلول عن العلَّة وهذا الدّليل على إثبات مانعية الضدّ بمكان من الضّعف والسّقوط أمّا أوّلا فإنّ عدم تأثير العلَّة قد يكون لانتفاء شرط التأثير المقارن لوجود الضدّ فيكون عدم الضدّ من مقارنات انتفاء الشرط من غير أن يكون الانتفاء مستندا إلى وجوده وأمّا ثانيا فلأنّ كون عدم الضدّ هنا موقوفا عليه لتأثير العلَّة لا يقتضي كونه مانعا لجواز أن يكون وجوده سببا لانتفاء الشرط فيكون عدمه موقوفا عليه لحصول الشرط فيكون توقف المعلول على عدمه توقفا عرضيّا ناشئا من توقف شرطها عليه فلا يثبت به كون وجوده مانعا لأنّ سبب انتفاء الشرط لا يعد مانعا عن العلَّة ومن الواضح أنّ قابلية المحلّ يشترط لوجود العرض كشرطيّة نفس الموضوع ومع وجود أحد الضدّين لا قابلية للمحلّ لطروّ الضدّ الآخر فعدم الضدّ هنا شرط يتوقف قابلية المحلّ عليه لا لكونه مانعا وتظهر الثمرة في مورد لم يكن أحد الضدّين موجودا فإنّه على تقدير كون كلّ منهما مانعا عن الآخر يتوقف حينئذ وجود كلّ منهما على عدم الآخر قضاء لحق المانعية وعلى تقدير كونه سببا لفقدان الشرط الَّذي هو قابلية المحلّ لم يتوقف كما لا يخفى وأمّا ثالثا فلجواز أن يكون الشيء مانعا في حال دون حال فلا يلزم من مانعية وجود الضدّ في حال وجوده مانعيته في حال عدمه أيضا والفرض المهم في المقام هو إقامة الدليل على كونه مانعا مطلقا حتى يجدي في محلّ البحث الَّذي هو الأفعال المتضادة الَّتي تعلَّق الأمر ببعضها حال فقدانها كما لا يخفى وسيأتي إن شاء الله في بيان مختار المحقق الخوانساري من التفصيل بين الرفع والدفع أنه على فرض صحّته لا يضرّ ولا ينفع في هذه المسألة وأمّا رابعا فلأنك عرفت ممّا بيناه في تعريف المانع أنّه ما كان مؤثرا في عدم الآخر ومعلوم أنّ السّواد العارض للجسم لا تأثير له في نفي البياض بل عدم البياض إنما هو لأجل عدم سعة المحلّ لعروض عارضين فمع مشغوليته بأحدهما لا يكون قابلا لعروض الآخر فتدبّر وأمّا المقدّمة الثّانية وهي كون عدم المانع مقدّمة فهو وإن كان معروفا شائعا في ألسنتهم شيوع المسلمات إلا أن في إطلاق ذلك تأمّلا بل منعا كما صرّح به المحقق الخوانساري في الاستدلال على التفصيل الَّذي اختاره من الفرق بين رفع الضدّ الموجود وعدم الضد المعدوم حيث قال إن عدم المانع المقارن ليس موقوفا عليه فليس عدم الضدّ حال عدمه موقوفا عليه للضدّ الآخر وإنّما يكون كذلك إذا كان موجودا وهذا وإن كان غير مناف عن الإشكال إلا أنّه ليس فيه كلّ البعد نظرا إلى أنّ المقدّمة ما يتوصّل به إلى حصول تهيّؤ لذيها وهو هنا غير موجود والتهيؤ مع عدم المانع حاصل فيمكن أن يقال إن عدم المقارن خارج عن المقدّمة موضوعا لا حكما خاصة أي الوجوب وربّما يؤيّده ما عن الرّسائل العمليّة من تقسيم الأمور المعتبرة في الصّلاة إلى أجزاء ومقدّمات ومقارنات ويأتي بقية الكلام فيه عند التعرض لهذا التفصيل واحتج المانعون بوجوه الأوّل أنّ من المعلوم بالوجدان أنه إذا حصل إرادة المأمور به وانتفي الصّارف عنه حصل هناك كلّ من فعل المأمور به وترك ضدّه فيكونان إذن معلولي علَّة واحدة فلا وجه إذن لجعل ترك الضدّ من مقدمات فعل الضدّ فكما أن السّبب الباعث على حصول أحد النقيضين هو الباعث على رفع الآخر فكذا السّبب لحصول أحد النقيضين الضدّين هو السّبب لرفع الآخر فلا يترتب بين ترك الضدّ والإتيان بالفعل لوضوح عدم حصول الترتب بين معلولي علَّة واحدة إذ هما موجودان في مرتبة واحدة لا تقدّم لأحدهما على الآخر في ملاحظة العقل ذكره بعض المحققين وأجاب عنه بقوله إن القول بكون فعل المأمور به وترك

373

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست