responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 298


الكتاب أو السّنة وكلَّما ورد فيهما فهو حكم اللَّه تعالى وواضح أن كبرى هذا القياس ثابت عقلا لا تعبّد من الشارع لأنّ الدّليل على صدق النّبي والكتاب إنّما هو العقل دون الشرع وإلَّا لدار كما لا يخفى فلا بدّ من توسيط العقل في إثبات الحكم الشرعي فيهما نعم يبقى الإجماع تحت أدلَّة السّمعيّة على مذهب شاذ من العامة حيث استندوا في حجّيته إلى النّبوي لا يجتمع أمّتي على الخطإ بناء على كونه في مقام وجوب الأخذ بالإجماع لا في بيان الواقع والإخبار على حقية المجمع عليه واقعا ويمكن الذبّ عن المناقشة بأن تسمية الكتاب والسّنة دليلين شرعيين بملاحظة كونهما من مجعولات الشارع من حيث كونه شارعا بخلاف الأوساط في الأدلَّة العقلية فإنّهما أمور خارجية غير مجعولة كذلك تستلزم الأحكام الشرعية فالمناط في تسمية الدّليل شرعيّا أحد أمرين إمّا كونه مجعولا من الشّارع من الحيثية المذكورة أو كون الملازمة بينه وبين الحكم الشّرعي شرعيّا كالإجماع على المذهب النادر لا على مذهب الجمهور من البناء على كونه دليلا عقلا فينبغي درجه في الأدلَّة العقلية كما لا يخفى ثم إن الذبّ المذكور وإن كان فيه بعض الإشكال الَّذي لا يسعنا ذكره للاشتغال بالأهم وضيق المجال إلا أنّه خير ما قيل أو يقال في المقام في توجيه كلمات علماء الأعلام وأمّا اندراجها في المبادي الأحكاميّة فهو على القاعدة ضرورة أنّ البحث فيها بحث عن ملازمة وجوب الشيء لوجوب مقدماته والبحث عن أحوال الوجوب وأحكامه من المبادي فدرجها فيها بهذا الاعتبار كما فعله الحاجبي والشيخ البهائي أولى واللَّه العالم الأمر الثّاني في بيان أقسام المقدّمة اعلم أن مقدّمة الواجب لها تقسيمات عديدة باعتبارات مختلفة فنقسم تارة بملاحظة أنحاء مدخليّتها وأخرى بملاحظة الحاكم بوصف المقدّمية وثالثا بملاحظة المضاف إليه أي الواجب فقسّموها باعتبار الأوّل إلى سبب وشرط وزاد بعضهم المانع والمعد والجزء ولكنّهم أهملوا جميعا ذكر العلَّة مع أنها أظهر أفرادها كما يكشف عن ذلك تعريفهم لمطلق العلَّة بما يتوقف عليه الشيء ففي شرح المواقف تصوّر احتياج الشيء ضروريّ إلى أن قال فالمحتاج إليه في وجود شيء يسمّى علَّة وذلك الشّيء المحتاج يسمّى معلولا والعلَّة إمّا تامة كما سيأتي أو ناقصة والناقصة إمّا جزء الشيء الَّذي هو المعلول أو أمر خارج عنه انتهى وصرّح إليه جماعة منهم العمر الكاتبي والقاضي في حكمة العين وشرحها وحينئذ فلا وجه لإهمالها وعدم ذكرها ولعلَّهم تغافلوا عن ذلك أو أدرجوها في السّبب فأرادوا منه ما يعم العلَّة التامة أيضا وقد يقال كما عن أستاذ الأساتيذ شيخنا العلَّامة الأنصاري قدّس سرّه إنّها وإن كانت داخلة فيها موضوعا لكنّها خارجة عنها حكما لأنّ الكلام هنا في المقدّمات الاختيارية والعلَّة التامة لما اشتملت على بعض الشرائط الغير المقدورة كالحياة والقدرة والاختيار ونحوها من الأمور الغير المقدورة للمكلَّف أخرجوها عن محلّ البحث وهذا الكلام وإن صدر من أهالي التحقيق إلا أنّه منظور فيه فإن علَّة صدور الفعل الاختياري ليست سوى الإرادة المقرونة بالفعل لأنّها الباعثة على صرف القوة المودعة في الأعضاء وتحريك العضلات في إيجاد الفعل المراد وأمّا الحياة والقدرة وأهلية المحلّ ونحوها فهي من شروط وجودها وتحققها لأنّ الإنسان إذا لم يقدر على شيء لم يرده وكيف يتفق إرادة شيء ممّن كان ميّتا أو كان عاجزا غير قادر على إيجاد شيء المراد وهي أمر اختياري ولو بتكليف بعض الرّياضات النفسانية فينبغي تقسيم المقدّمة أولا إلى العلَّة وغير العلَّة ثم غير العلَّة إلى الأقسام المذكورة أمّا العلَّة فعرف كما في القوانين وغيره بما يستحيل الانفكاك عن المعلول وهذا منتقض طردا باللَّوازم والجزء الأخير من الشروط وقد يعرّف بما يلزم من وجوده الوجود وستعرف ما فيه فالأولى تعريفها بالمؤثر الَّذي لا يحتاج في إيجاد الشيء إلى ما سواه وكأنّه ينظر إلى ما عن القاضي في شرح حكمة العين حيث قال ما يتوقف عليه الشّيء إمّا أن لا يتوقف ذلك الشيء إلى شيء خارج عنه أو يتوقف والأول هي العلَّة التامّة والثاني هي الناقصة انتهى وهو يصدق على المقتضي والسّبب المتأخّر عن الشروط ولا يصدق عليه مع عدم التأخّر بل هي مندرج في الاصطلاح تحت اسم السّبب والمقتضي فكلّ مؤثر مستغني عن غيره في إيجاد الشيء فهو العلَّة التامة سواء كان كذلك دائما كالإرادة بالنّسبة إلى الفعل الاختياري أو أحيانا كالعقد المشروط بشرائط مثلا إذا كان الأخير أدخل في العلَّة لأنّه لا يحتاج في تأثيره حينئذ إلى شيء وإلَّا دخل في السّبب وإن شئت قصر العلَّة على ما كان كذلك دائما كالإرادة زدت في التعريف ما يخرج به السّبب والمقتضي مطلقا حتى حين وقوعه جزءا أخيرا وما يقال إن العلَّة عبارة عن مجموع الأجزاء والشرائط فليس على ما ينبغي لأن العلَّة ما يستند إليه المعلول ولا ينطبق إلَّا على نفس المؤثر ولم أجده في كلام من يعتمد عليه وإنّما هو مذكور في الألسنة ويؤيّد ما قلنا أنّهم يقسمون العلَّة إلى التامة والنّاقصة والتامة ما كان تامّ الأجزاء والشرائط فلو كان عبارة عن مجموع الأجزاء والشرائط لزم الاقتصار على تام الأجزاء إذ بعد اعتبار الشرائط في مفهومه لم يبق أمر خارج عن ماهيته بملاحظة التمامية والنّقصان بالقياس إليه فافهم ولا تغفل وأمّا الجزء فقد صرّح بخروجه عن محلّ النزاع السّيد الفاضل البحراني وجزم به الفاضل

298

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست