responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 174


الفاعل منه لعدم كونه قيام صدور ولا لاشتقاق المفعول لعدم كونه قيام وقوع أيضا وليس من الحلول المعتبر في قيام الأوصاف بمحالها كالسّواد والبياض وأمّا قيام الكلام بالشجرة والحصى والضّبّ والجذع والبعير فقد صرّح بعض أهل التحقيق بكونه مصحّحا للاشتقاق وأنّ إطلاق المتكلَّم على الله تعالى حينئذ حقيقة لا يخلو عن إشكال وهو لا يخلو عن وجاهة وإن كان فيما ذكره من الإشكال إشكال ثم إنّ العضدي صرّح بأنّ المشتق ينقسم إلى مطَّرد كضارب ونحوه وغير مطَّرد كالقارورة والعيوق والدّبران ولا يخفى أنّ القسم الثاني أيضا من موارد النقض على الأشاعرة في هذا المقام فتأمل البحث الثالث في أنّ مدلول المشتق هل هو مركب أو بسيط ومقتضى ما ذكروه في حدّه وتفسيره بما دلّ على ناد باعتبار معنى أو ما دلّ على شيء له المشتق منه هو التركيب ودلالته على ذات وصفة ونسبته بينهما إلَّا أنّ المحقق الشّريف قد دقق النظر في حاشيته على شرح المطالع ومنع عن اعتبار الشيء والنّسبة في مفهوم المشتق قال الشّارح في توجيه كون التعريف بالفصل والخاصّة تعريفا بالمركب محافظة لحدّ النّظر بترتيب أمور معلومة عن الانتقاض عكسا أن معنى المشتق شيء له المشتق منه وقال المحقق الشريف يرد عليه أن مفهوم الشيء لا يعتبر في معنى النّاطق مثلا وإلَّا كان العرض العام داخلا في الفصل ولو اعتبر في المشتق ما صدق عليه الشيء انقلب مادّة الإمكان الخاصّ ضروريّة فإنّ الشيء الَّذي له الضّحك هو الإنسان وثبوت الشيء لنفسه ضروري فذكر الشيء في تفسير المشتقات بيان لما يرجع إليه الضّمير الَّذي يذكر فيه فإن قيل المشتق منه داخل في مفهومه ضرورة وكذا ثبوته للموضوع الَّذي نسب إليه فيكون مركبا قلنا ليس شيء منهما محمولا على ما قصد تعريفه بالمشتق فلا يصلح معرّفا له وإن أخذ منهما محمولا عليه كالثّابت له المشتق منه مثلا عاد الكلام إلى مفهومه وأنّ الشيء ليس داخلا فيه فإن اعتبر محمول آخر لزم اعتبار مفهومات متسلسلة إلى ما لا يتناهى انتهى أقول ظاهر قوله قلنا جوابا عمّا أورده من السّؤال الاعتراف بتركيب معنى المشتق في غير مقام التحديد وكأنّه تفطَّن بذلك بعض الأجلَّة فتفصّى عن برهان البساطة بالتزام تركيب معنى المشتق من جهة أخرى غير الدّلالة على ذات ثابت له المبدأ وربما يؤيّده قول المحقّق الشريف فذكر الشّيء في تفسير المشتق بيان لما يرجع إليه الضمير وقوله في السؤال المشتق منه داخل في مفهومه ضرورة إلى آخره إلَّا أنّ التأمّل قاض بعدم تركيب معنى المشتق من تلك الجهة أيضا ضرورة اتحاد مفاد المشتقات في صورتي الحمل على الذوات القائم بها المبادي وغيره مع عدم استقامة التّركيب على الوجه المذكور في صورة الحمل لأنّ مدلول المشتق على هذا التقدير يكون كمدلول الفعل في الدّلالة على المبدأ والنّسبة غير الزمان فيكون معنى قائم القيام المنسوب إلى الذّات ومن البيّن عدم صلاحية هذا المعنى للحمل على الشيء كما صرّح به المحقّق فالظَّاهر أنّ المراد نفي التركيب في مدلول المشتق من الجهتين نعم قد يناقش فيما استدلّ به على نفسه من الجهة الأولى بما يشير إليه في حاشية الحاشية وتلقاه المتفصّي المذكور أيضا بالقبول من اختيار الشّق الثاني ووضع انقلاب الإمكان الخاصّ ضروريّة لأنّ المعتبر في مفهوم الخاصّة مثلا هو الإنسان المقيد بالضّحك لا المطلق وثبوته ليس ضروريّا لكن فيه بعد المساعدة على فساد البرهان المذكور من جهة المادة لبعض ما ذكر في إبطاله أنّ الوجدان والذوق لا يشهد أن بتركيب معنى المشتق كالأسود والأبيض أن المتبادر منها بعض عناوين الذات غير مشروح توضيحه أنّ الشيء إذا كان له عناوين متعدّدة فالألفاظ الدالَّة على تلك العناوين إنّما تدلّ عليها من غير اعتبار ثبوتها لذلك الشيء في مداليل تلك الألفاظ مثلا إذا اجتمع في موجود ذهني أو خارجي عنوان الجسميّة وعنوان السّواد فلفظ كل واحد من الجسم والأسود إنّما يدل على ما وضع له من العنوان الخاصّ من دون دلالة بالمطابقة أو التضمّن على ثبوته لذلك الشيء وهذا في مدلول لفظ الجسم واضح حتّى أنّه لا يذهب ذاهب إلى تركيب معنى الجسم من جهة دلالته على شيء ثابت له الجسميّة وأمّا لفظ الأسود فحيث كان العنوان الملحوظ في وضعه عرضا متقوّما بغيره في الوجود صار ذلك منشأ لتوهّم الفرق بينه وبين الألفاظ الجامدة من حيث الدّلالة على النّسبة لكن هذا التحقيق لا ينافي ما هو المشهور من تفسير المشتق لشيء له المشتق منه وعليه يبنى بعض مقاصد البحث الآتي لأنّ هذا يجري مجرى التحديد دون التفسير كما يقال الإنسان حيوان ناطق مع قضاء الضرورة ببساطة مدلول لفظ الإنسان وعدم اشتماله على النسبة بخلاف الحدّ المذكور فاحفظ واغتنم ينفعك فيما يأتي إن شاء الله تعالى والله الهادي البحث الرابع في أنّه هل يشترط في صدق المشتق بقاء المبدأ أم لا فيه قولان فصاعدا والتكلَّم في هذه المسألة أعظم شيء للأصولي نفعا وقبل الخوض في ذكر المختار والاستدلال ينبغي التكلَّم في أطراف المسألة تحريرا لمحلّ النزاع ويتم ذلك برسم أمور الأوّل أنّ المراد بالمشتق المتنازع فيه هو ما دلّ على ذات باعتبار معنى فخرج الأفعال والمصادر المزيدة والجوامد لأنّ الأول إنّما يدل على نسبة المعنى إلى الذات لا المعنى ولا الذات وإن كانا مدلولا عليهما التزاما لأنّ الدّال على النّسبة يدلّ على المنتسبين بالضّرورة دلالة التزاميّة والثاني إنّما يدلّ على المعنى خاصّة والثالث إنّما يدل على الذات دون المعنى ودخل فيه أسماء الفاعل والمفعول والزمان والمكان والآلة وإن كان في عموم النزاع لبعض هذه المذكورات خلاف يأتي والمراد بالذات

174

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست