responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 173


وثانيهما ثبوت الكلام النّفسي حتّى يصحّ إطلاق المتكلَّم عليه تعالى حقيقة لأنّ القول بعدمه وانحصار الكلام في اللَّفظي لا يستقيم على القول بالاشتراط في هذه المسألة نظرا إلى استحالة قيام الألفاظ الحادثة الَّتي هي عبارة عن الأصوات المتقاطعة القائمة بالهواء وهي المبدأ في التكلَّم بالذّات المقدّسة فدعاهم القول بذلك إلى الالتزام بتعدّد القدماء فالكلام هنا في موضعين أحدهما الأصل والثاني الفرع أمّا الأوّل فمحصّل القول فيه أنّ الأشاعرة استدلَّوا على الاشتراط بالاستقراء المفيد للعلم أو الظنّ الكافي في المقام على المشهور وأجاب عن ذلك العدليّة والمعتزلة نقضا بمثل زيد ضارب وموجود والله خالق وعالم باعتبار قيام مباديها بغير ذات الموصوف لأنّ الضّرب قائم بالمضروب والخلق قائم بذاته كالجوهر أو بغيره كالعرض والعلم غير قائم بشيء إلا بنفسه للدّلائل العقلية القائمة في علم الكلام على عينيّة الصّفات الثبوتية وتفصى الأشاعرة عن هذه النّقوض بوجوه لا يخلو جلَّها أو كلَّها عن وجاهة والتحقيق هو أن السّير والاستقراء في مداليل المشتقات على كثرتها واختلاف أقسامها إنّما يقضي بدلالتها على ارتباط بين الذات والمبدأ وعلاقة بينهما بنحو من أنحاء المناسبة وضرب من ضروب العلائق فقد تكون تلك علاقة الحال والمحلّ كما في المشتقات المنصاغة من الملكات والسّجايا والأحوال والأعراض نحو أبيض وأسود وقائم وقاعد ونائم ومستيقظ ونحوها وقد تكون علاقة الفعل والفاعل كما في المشتقات المنصاغة من المصادر المتعدّية وقد تكون علاقة السّببيّة كما في والد ووالدة وأشباهما وقد تكون علاقة الملكية كما في لابن وتامر على أحد الوجهين وقد تكون على غير هذه الوجوه من وجوه أخر كما في لابن وتامر أيضا في وجه آخر ودعوى الأشاعرة الاستقراء إن كانت مطلقة فهي مصادمة للبديهة لعدم استقامتها في مثل لابن وتامر ووالد ممّا يكون المبدأ فيه من الأعيان لا من الأفعال والصّفات وإن كانت مخصوصة بالمصادر المتعدّية كما صرّح به غير واحد فهي أيضا ساقطة لأنّ المشتق على وضع واحد في جميع الموارد والقول بتعدّد الوضع واشتراكه لفظا بين الدّلالة على قيام المبدأ بالموصوف في الأفعال والأحوال دون الأعيان مدفوع بالأصل أو الأصول بل الوجدان نعم لا يصحّ الاشتقاق وإجراء الوصف على الشّيء مع قيام المبدأ بالغير على وجه لا يكون مرتبطا بذلك الشيء مطلقا فإن أراد الحاجبي وسائر الأشاعرة من عدم اشتقاق اسم الفاعل باعتبار فعل حصل في الغير هذا المعنى فهو غير منكر لكن العدلية والمعتزلة غير قائلين به لأنّهم إنما يقولون بصحّة الاشتقاق حينئذ مع وجود المناسبة والمرابطة وإن أرادوا غيره فما استدلَّوا به من الاستقراء غير ناهض ثم إن قيام الفعل أو الوصف بغير الفاعل أو الموصوف الَّذي فرضه الأشاعرة وأنكروه غير معقول لأنّ قيام الفعل بالفاعل عبارة عن صدوره عنه وأمّا تعلَّقه ووجوده في جسم فهذا غير مناف للقيام بالمعنى المذكور فكون الكلام موجودا في الهواء أو الشجرة لا ينافى قيامه بالمتكلَّم لأنّ القائم بالهواء هو الكلام الاسمي والمأخوذ في الوصف الجاري على المتكلَّم هو الكلام الفعلي ومن الواضح أنّ المعتبر في القيام قيامه بالمعنى الثاني لأنّه الَّذي يراد بالمبدإ حين الاشتقاق فالنزاع في صدق المتكلَّم على الله تعالى مع وجود الكلام في الشجرة ممّا لا محصّل له وأمّا الثاني أعني الفرع فالظَّاهر سقوطه أيضا وعدم ترتبه على الأصل المشار إليه لأنّ القول باشتراط قيام الوصف لا ينافى اتحادهما وكون المغايرة بينهما اعتبارية لأن العينية آكد في مقام التوصيف والاشتقاق وإن زعموا أنّ الاشتقاق وإجراء الوصف على الشيء يدلّ على مغايرتهما ذاتا فهذا كلام آخر يأتي في أن مدلول المشتق مركب أو بسيط فإن قلنا بالبساطة كما عليه المحققون سقط الزّعم كما لا يخفى وإن قيل بالتركيب فيمكن التفصّي عنه أيضا بما يأتي في البحث الثالث فيبطل الثّمرة الأولى أعني دلالة الأوصاف الجارية على الله تعالى على زيادة مباديها على الذات المقدّسة مع أنّ هذه الدّلالة على تقدير ثبوتها لا يعول عليها في إثبات مسألة كلامية إذ المتبع فيها البرهان لا ظواهر اللَّفظ تعبدا بها كما في الفروع وأمّا مسألة الكلام النفسي فإثباتها بهذه المسألة دوريّة لأنّ صدق المتكلَّم على الله تعالى إن كان باعتبار الكلام اللَّفظي كما عليه العدلية لم يناف ذلك اشتراط قيام الوصف بالموصوف في التوصيف لأنّ الكلام اللَّفظي إن أخذ بمعناه المصدري كان فعلا من الأفعال وإن أخذ بمعناه الاسمي كان عينا من الأعيان وإن كان باعتبار الكلام النفسي فهو مبني على إثبات الكلام النفسي فإثباتها بمقدّمة الاشتراط المذكور دور واضح كما لا يخفى ولعلّ ذاكر الثمرتين ذكرهما باجتهاده كما يؤيّده خلو كلمات من عثرت بكلماتهم هنا كالحاجبي والعضدي والمحقّق الشّريف والفاضل الشيرازي عنهما وهو اجتهاد في غير محلَّه والله الهادي البحث الثاني في أنّه هل يجب الاشتقاق للشيء وإجراء الوصف عليه من المعنى القائم به أم لا ذهبت الأشاعرة إلى الأوّل وبنوا عليه بطلان قول المعتزلة والعدلية بأنّ الله تعالى يخلق الكلام في الأجسام وليس قائما به تعالى إذ لو كان كما قالوا لصحّ إطلاق المتكلَّم على الجسم المخلوق فيه الكلام بناء على الملازمة الَّتي ادعوها واحتج العدلية والمعتزلة بعدم إطلاق الفاعل كضارب على المفعول مع قيام المبدأ به وبعدم الاشتقاق من أنواع الرّوائح القائمة بمحالها وحلَّه هو أنّ القيام المجدي في الاشتقاق ما يكون على نهج خاصّ لا مطلقا ففي الفاعل من المتعدي لا بدّ أن يكون بالصّدور وفي المفعول بالوقوع وفي الجوامد بالمعالجة وبالجملة القيام في كلّ شيء بحسبه وقيام الكلام بالهواء ليس قابلا لاشتقاق

173

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست