responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 128


بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم والحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على محمّد وآله الطَّيبين الطَّاهرين بديعة إذ قد عرفت أنّ الأكثر على ثبوت الحقيقة الشرعيّة في ألفاظ العبادات فاعرف أنّ هنا نزاعا آخر وهو أنّ ألفاظ العبادات هل هي موضوعة للمعاني الصّحيحة أو الأعمّ منها ومن الفاسدة وتنقيح المسألة يستدعي رسم أمور الأوّل أنّ هذا النّزاع هل هو متفرّع على القول بثبوت الحقيقة الشرعية فلا يجري فيما لم يثبت فيه من ألفاظ العبادات والمعاملات أو غير متفرع على ذلك حتّى أنّه لو بني على مذهب النفاة للحقيقة الشرعية جرى النزاع المذكور أيضا في كلّ لفظ جامع للشّرائط الآتية وجهان بل قولان يدلّ على الأوّل ظاهر عناوين المسألة في كتب من تعرّضها حيث يعبّرون عنها بأنّ الألفاظ هل هي أسامي للصّحيحة أو الأعمّ منها ومن الفاسدة فإنّ الاسم حقيقة في اللَّفظ الدّال بالوضع بحكم التبادر وصحّة السّلب عن المجازات المحفوفة بالقرائن فعلى القول بعدم ثبوت الحقيقة الشّرعية ليس للماهيات الشرعية لفظ موضوع حتّى يبحث عن تعيين الموضوع له ودعوى أن النّزاع في هذه المسألة ليس في وضع الشّارع بل في الوضع بل في الوضع مطلقا ولو كان من المتشرعة والحاصل أنّ المقصود بالبحث هو تشخيص الموضوع له للحقائق الشّرعية ولو كان الوضع فيها حاصلا بعد زمن الشّارع واهية بعد تطابق الكلمة على كون الغرض من هذا البحث استكشاف حال تلك الألفاظ في لسان الشارع كما يفصح عن ذلك وينادي به ما ذكروه في ثمرة المسألة واستدلال الطَّرفين بالأحاديث المستعمل فيها تلك الألفاظ تارة في المعاني الصّحيحة وأخرى في الأعمّ وثالثا في الفاسدة هذا مضافا إلى صراحة أدلَّة الطَّرفين من التبادر وعدم صحّة السّلب وغيرهما من علائم الوضع في ابتنائه على الوضع والتّحقيق أنّ ظهور العناوين والأدلَّة إنّما يدلَّان على أنّ النّزاع الواقع بين القوم نزاع من المثبتين الَّذين هم الكلّ أو الجلّ وهذا لا يدلّ على التفريع أعني عدم الجريان على قول النفاة فإن أراد القائل بالابتناء هذا الدّعوى الَّذي استظهرناه فهو أمر غير منكر ولعلَّه من المسلمات بينهم فإن أحدا لا يتأمّل في أنّ النّزاع الواقع ناظر إلى القول المشهور أعني ثبوت الحقيقة الشرعية وإن أراد التفريع بالمعنى الَّذي ذكرناه فظاهر أن العناوين والأدلَّة المختصّين بالقول بالثبوت لا يدلَّان على عدم معقولية النّزاع على تقدير عدم الثبوت بل لا بدّ فيه من التماس دليل آخر وقد يستدلّ على عدم الجريان بناء على القول بالعدم بما أشار إليه الفاضل النّراقي وتلقاه بعض من تأخّر عنه بالقبول من أنّ النّزاع بعد التّسالم على عدم الوضع لا بدّ وأن يرجع إلى النّزاع في اختصاص استعمالات الألفاظ المتنازع فيها بالمعنى الصّحيح أو الأعمّ وهو أمر ليس لأحد دعواه إلَّا على وجه المصادمة للبديهة لأنّ استعمالها في المعاني الصّحيحة بل الفاسدة أيضا أمر واضح لا يخفى على من له حظَّ من النّظر في الكتاب والسّنة فمن الأوّل قوله تعالى أقيمُوا الصّلاة وقوله عليه السلام الصّلاة قربان كلّ تقيّ ونقيّ وغير ذلك من الموارد المقرونة بالقرائن الدّالَّة على إرادة خصوص الصّحيحة ومن الثاني قوله عليه السلام من صلَّى بلا طهور فكذا وأمثاله وممّا ذكرنا يظهر ما في كلام المحقق القمّي رحمه الله من أنّ النّزاع على تقدير عدم ثبوت الحقيقة الشرعيّة يجري عند الإطلاق أي في استعمال اللَّفظ مطلقا وأنّه الصّحيح أو الأعمّ دون الماهية المخترعة إذ لا شبهة في كونها صحيحة جامعة لجميع شرائط التأثير بل الظَّاهر ثبوت الاستعمال في الأعم أيضا كما في رواية فضيل عن الصّادق عليه السلام بني الإسلام على خمس الصّلاة والزكاة والحجّ والصّوم والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية فأخذ النّاس بأربع وتركوا هذه فلو أنّ أحدا صام نهاره وقام ليله وحج دهره ومات بغير الولاية لم تقبل صلاته ولا صومه فإنّ الصلاة والصّوم المذكورين في ذيل الرّواية أريد بهما الأعم بناء على إمكان كون صلاة

128

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست