responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 127


مبني على اتحاد البيع عند العرف والشّرع مفهوما لا مصداقا كما يظهر بالتأمّل إلَّا أن يقال إنّ الأصل في كون الشيء مصداقا للنّقل عند الشّارع أيضا هو صدق النقل عرفا فيستقيم الاستدلال أيضا إذ لا فرق في جواز الاستدلال بين القول بأنّ مصداق النقل الشّرعي هو ما يصدق عليه النقل عرفا أو القول بأنّ مصداق النّقل عند الشّارع مغاير لمصداقه عند العرف لكن طريق معرفة مصاديقه الشّرعيّة أيضا هو العرف فكلَّما يحكمون فيه بتحقق النقل وصدقه فهو مصداق للنقل الشرعي فكما أنّ الصّدق العرفي ممّا يكفي في إثبات الصّحة عند الشكّ في الفساد على الأوّل فكذلك على الثّاني فافهم فإنّ فيه تأمّلا الخامس قد عرض لبعض المحققين إشكال في المقام وهو أنّ المشهور في لفظ الشّارع تفسيره بالنّبي صلى الله عليه وآله ومقتضى ذلك استناد الوضع الشّرعي إليه وحينئذ فيشكل الأمر في ما ورد في الكتاب من الألفاظ المتنازع فيها لأنّ ثبوت الوضع في لسان النّبي صلى الله عليه وآله لا يستلزم حمل ألفاظ الكتاب على مصطلحه صلى الله عليه وآله ثم أجاب عنه بأنّ اللَّه تعالى لا يختصّ بلغة دون لغة واصطلاح دون اصطلاح لاستواء نسبة الكلّ إليه بل يخاطب كلّ قوم بلغتهم وكلّ طائفة باصطلاحهم فينزل خطابه على اصطلاح من يخاطبه ثمّ أورد عليه بأنّ هذا يستدعي سبق النّبي صلى الله عليه وآله بالاصطلاح وهو خلاف الظَّاهر إذ الظَّاهر أنّه إنّما أخذ عن الكتاب وأنّ مبدأ التكليف بما فيه إنّما كان به لا بطريق آخر ثمّ أجاب عنه بما حاصله أنّ ما ورد في الكتاب مجملات كانت مقرونة بالبيان فيكون ابتداء الشرع والوضع منه تعالى قلت هذا الجواب منه تخريب لما بني عليه أصل الإشكال من استناد الوضع إلى النّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على المشهور والتحقيق أنّ نسبة الوضع إليه صلَّى اللَّه عليه وآله على حدّ نسبة الشّرع إليه فكما أنّ إطلاق الشّارع عليه مبني على ملاحظة بروز الشريعة بتبليغه كذلك إطلاق الواضع عليه مبني على ملاحظة ظهور الوضع الصّادر من اللَّه تعالى واقعا في لسانه ومن الواضح أن كون الوضع من أتمه واقعا يكفي في حملنا ألفاظ الكتاب على المعاني الجديدة ولا يتوقف ذلك على أن يكون العلم به بغير بيانات النّبي صلى الله عليه وآله مع أنّ اشتهار تفسير الشّارع بالنّبي صلى الله عليه وآله لا يستلزم اشتهار كون الوضع منه لا من الله تعالى لإمكان أن يكون مرادهم به في تعريف الحقيقة الشّرعيّة معنى عامّا شاملا لله تعالى وللنبي صلى الله عليه وآله وربما يجعل إطلاق كلامهم في الثّمرة قرينة على ذلك فافهم والله الهادي والحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على محمّد وآله الطَّاهرين قد تمّ الجزء الأوّل من هذا الكتاب المستطاب المسمّى ببدائع الأفكار ويتلوه الجزء الثّاني إن شاء الله تعالى بيد أقلّ الطَّلاب ابن المرحوم المبرور الملَّا محمّد رضا غفر ذنوبه أبو القاسم النّوري الكمربني في يوم الواحد والعشرين من شهر ذي القعدة الحرام من شهور سنة 1311 إحدى عشرة وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة النّبويّة على هاجرها ألف ألف سلام وتحيّة ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدّين

127

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : ميرزا حبيب الله الرشتي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست