كيف ذاك جعلت فداك ؟ فسّره لي . فقال : ويل للمشركين الذين أشركوا بالإمام الأوّل وهم بالأئمة الآخرين كافرون ، يا أبان إنّما دعا اللَّه العباد إلى الايمان به ، فإذا آمنوا باللَّه وبرسوله افترض عليهم الفرائض . وما رواه في الاحتجاج [1] في احتجاج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على زنديق من قوله ( ع ) : وأمّا قوله : « إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ » فإن اللَّه ( عزّ وجلّ ) نزّل عزائم الشرائع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة ، كما : « خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ » ، ولو شاء لخلقها في أقل من لمح البصر ، ولكنه جعل الأناة والمداراة أمثالًا لامنائه ، وإيجاباً للحجّة على خلقه ، فكان أوّل ما قيدهم به الإقرار بالوحدانية والرّبوبية والشهادة بان لا إله إلَّا اللَّه ، فلمّا أقروا بذلك تلاه بالإقرار لنبيّه بالنبوة والشهادة له بالرّسالة ، فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلاة ثم الصوم ثم الحج ثم الجهاد ثم الزكاة ثم الصدقات وما يجرى مجراها من مال الفيء . أقول : الظاهر أن الرّواية الأخيرة لا دلالة لها على مرام القائل بالاختصاص ، وإن كان فيها اشعار بذلك ؛ فان ظاهرها بيان كون نزول الاحكام انما هو بنحو التدريج ، والكلام انّما هو بعد النّزول ، ولو قيل بثبوت الدلالة ، لكان اللازم الالتزام بالترتيب في مسألة الوحدانية والرّسالة ، مع أنه لا ترتيب بينهما من حيث الوجوب ، وكذا الالتزام بالترتيب في الأحكام الفرعية بين الصلاة والصوم وبين الصوم والحج إلخ ، مع أنه لم يقل به أحد . وأمّا الرّوايتان الأوليان فقد أجاب عنهما الشيخ الأعظم الأنصاري