أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة على جميع الخلق ؟ فقال : ان اللَّه عزّ وجلّ بعث محمّداً ( ص ) إلى الناس أجمعين رسولًا وحجة للَّه على جميع خلقه في أرضه ، فمن آمن باللَّه وبمحمد ( ص ) رسول اللَّه واتبعه وصدّقه ، فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه ، ومن لم يؤمن باللَّه وبرسوله ولم يتبعه ولم يصدقه ويعرف حقّهما ، فكيف يجب عليه معرفة الإمام وهو ، لا يؤمن باللَّه ورسوله ويعرف حقّهما الحديث [1] . قال في الوافي [2] بعد نقل هذه الرّواية : وفي هذا الحديث دلالة على أن الكفار ليسوا مكلفين بشرائع الإسلام كما هو الحقّ ، خلافاً لما اشتهر بين متأخري أصحابنا . والظاهر أن وجه الدلالة انه إذا لم تجب معرفة الامام على الكافر باللَّه ورسوله ، فعدم وجوب سائر التكاليف وعدم ثبوتها يكون بطريق أولى ، خصوصاً مع ملاحظة أن الوصول والاطلاع على سائر الأحكام يكون نوعاً من طريق الإمام ( عليه السلام ) . وما رواه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره المعروف [3] ، في تفسير قوله تعالى : « ووَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ » [4] عن أبان بن تغلب قال : قال لي أبو عبد اللَّه ( عليه السلام ) يا أبان أترى انّ اللَّه ( عزّ وجلّ ) طلب من المشركين زكاة أموالهم ، وهم يشركون به حيث يقول : « وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ » ؟ قلت له
[1] أصول الكافي باب معرفة الإمام ، حديث 3 . [2] الوافي 2 : 82 [3] تفسير القمي 2 : 262 [4] سورة فصّلت الآية : 7 .