الفلسفة واستلهامها أكثر من استلهام علم الكلام ، وبخاصّة التيّار الفلسفي الذي أوجده صدر الدِّين الشيرازي ، ومن أمثلة ذلك ما لعبته مسألة أصالة الوجود وأصالة الماهية في مسائل أصولية متعدّدة ، كمسألة اجتماع الأمر والنهي ومسألة تعلّق الأوامر بالطبائع والأفراد » [1] . وقال السيّد السيستاني دام ظلّه في الرافد : « إنّ الفترة التي نعيشها الآن بمقتضى العوامل الاقتصادية والسياسيّة تمثِّل الصراع الحادّ بين الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى على مختلف الأصعدة ، فلابدّ من تطوير علم الأصول وصياغته بالمستوى المناسب للوضع الحضاري المعاش . وقد ركّزنا في بحوثنا على بعض الشذرات الفكرية التي تلتقي مع حركة التطوير لعلم الأصول من خلال الاستفادة من العلوم المختلفة قديمها وحديثها ، كالفلسفة وعلم القانون وعلم النفس وعلم الاجتماع ، ومن خلال محاولة التجديد على مستوى المنهجية وعلى مستوى النظريات الكبروية ، استمداداً من كلمات الأعلام في عدّة حقول : الحقل المنطقي [2] : اعتمدنا على الدليل الرياضي المعروف ، وهو دليل حساب الاحتمالات الذي هو عبارة عن تراكم الاحتمالات حول محور معيّن في عدّة نظريات أصولية . منها : شرح معنى التواتر وأقسامه المعنوي واللفظي والإجمالي الذي يعتمد قوامه على تراكم الاحتمالات . ومنها ما ذكرناه في بحث القطع من الفرق بين اليقين الذاتي واليقين الموضوعي ، فإنّ اليقين الذاتي هو الناشئ عن العوامل النفسية والمزاجية
[1] المعالم الجديدة للأصول ، مصدر سابق : ص 115 . [2] ملاحظة : تصرّفنا في التقديم والتأخير في الحقول التي أشار إليها في الكتاب .