ألف صفة ، لا يصير بذلك جزئياً شخصياً [1] . فإن قيل : إنّ بعض المفاهيم كمفهوم « زيد » المعيّن بخصوصياته ، لا ينطبق على كثيرين . قلنا : إنّ عدم قابلية الانطباق في المثال المذكور ليس ناشئاً من خصوصية في المفهوم حتّى يقال إنّه صار جزئياً ، بل هو مسبّب عن الارتباط الموجود بين المفهوم وبين « زيد » الموجود خارجاً ، وإلاّ لو قطع هذا الارتباط ولوحظ المفهوم مجرّداً عن الخارج لرجعت إليه قابلية الانطباق على كثيرين ، وهذا الارتباط يحصل من خلال إشارة عقلية تعرّض لها الطباطبائي في أبحاثه الفلسفية حيث قال : « إنّ جزئية المعلوم المحسوس ليس من قبل نفسه بما أنّه مفهوم ذهني ، بل من قبل الاتّصال الحسّي بالخارج وعلم الإنسان بأنّ له نوع تأثّر من العين الخارجي » [2] . فالإشارة العقلية ، نحوُ استخدام للمفهوم من قبل الذهن كالإصبع الخارجية عندما نشير بها إلى شيء وهي غير الفنائية وملاحظة المفهوم فانياً في مصاديقه الخارجية ، فإنّ ذلك لا يقتضي التشخّص ولا ينافي الصدق على كثيرين ، إنّما الذي يقتضيه هو الإشارة فحسب [3] . استناداً إلى ذلك يقرّر الشهيد الصدر قدّس سرّه : « أنّ العلم الإجمالي متعلّق بمفهوم كلّي ، إلاّ أنّ هذا المفهوم ملحوظ بنحو الإشارة إلى الخارج ، وبهذا يختلف عن الجامع الذي يتعلّق به الوجوب في مرحلة الجعل مثلاً ؛ لأنّه غير ملحوظ كذلك وإن كان ملحوظاً بما هو فانٍ في
[1] الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة : ج 9 ص 60 - 61 . [2] نهاية الحكمة ، السيّد محمّد حسين الطباطبائي : ص 77 . [3] بحوث في علم الأصول ، مصدر سابق : ج 4 ص 160 .