الباطن فيكون مؤاخذاً على ذلك ، وهي روايات كثيرة منها : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عمر بن أبي يزيد ، قال : « إنّي لأتعشّى مع أبي عبد الله عليه السلام إذ تلا هذه الآية : بَلِ اْلاِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعاذِيرَهُ [1] ، ثمّ قال : ما يصنع الإنسان أن يتقرّب إلى الله عزّ وجلّ بخلاف ما يعلم ؟ إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول : من أسرّ سريرة ردّاه الله رداها ، إن خيراً فخيراً ، وإن شرّاً فشرّ » [2] . إلاّ أنّ هذه الروايات ليست في مقام إثبات حرمة التجرّي ، بل في مقام بيان سنّة من سنن الله تعالى في هذا العالم ، وهي أنّ الإنسان لو أسرّ شرّاً فإنّ الله عزّ وجلّ سوف يلبسه لباس الشرّ ويفتضح بين الناس ، وإن أسرَّ خيراً فإنّ الله تعالى ييسّر له وسائل الخير حتّى يُعرف بين الناس أنّه من أهل الخير والصلاح ، وهذه سنّة قائمة في الخلق ، وأين هذا من حرمة التجرّي شرعاً ؟ ! المجموعة الثالثة : الروايات التي تبيّن السبب الحقيقي لخلود العاصين والمشركين في نار جهنّم ، وهي كثيرة أيضاً ، منها : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن المنقري ، عن أحمد بن يونس ، عن أبي هاشم ، قال : « قال أبو عبد الله عليه السلام : إنّما خلد أهل النار في النار لأنّ نيّاتهم كانت في الدُّنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبداً ، وإنّما خلد أهل الجنّة في الجنّه ، لأنّ نيّاتهم كانت في الدُّنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبداً ، فبالنيّات خلد هؤلاء وهؤلاء ، ثمّ تلا قوله
[1] القيامة : 14 - 15 . [2] وسائل الشيعة ، مصدر سابق : ج 1 ص 65 ، حديث 5 .