آراء العقلاء من دون أن يكون لها واقع ثابت في نفس الأمر ؛ قال قدّس سرّه في نهاية الدراية : « وأمثال هذه القضايا ممّا تطابقت عليه آراء العقلاء ؛ لعموم مصالحها وحفظ النظام وبقاء النوع بها ، وأمّا عدم كون قضية حسن العدل وقبح الظلم - بمعنى كونه بحيث يستحقّ عليه المدح والذمّ - من القضايا البرهانية ، فالوجه فيه أنّ موادّ البرهانيات منحصرة في الضروريات الستّ ، فإنّها : 1 - إمّا أوّليات ك « كون الكلّ أعظم من الجزء » و « كون النفي والإثبات لا يجتمعان » . 2 - أو حسّيات سواء كانت بالحواسّ الظاهرة المسمّاة بالمشاهدات ك - « كون هذا الجسم أبيض » أو « هذا الشيء حلو أو مرّ » أو بالحواسّ الباطنة المسمّاة بالوجدانيات وهي الأمور الحاضرة بنفسها للنفس ك « حكمنا بأنّ لنا علماً وشوقاً وشجاعة » . 3 - أو فطريات وهي القضايا التي قياساتها معها ك « كون الأربعة زوجاً » لأنّها منقسمة بالمتساويين ، وكلّ منقسم بالمتساويين زوج . 4 - أو تجريبيات وهي الحاصلة بتكرّر المشاهدة ك « حكمنا بأنّ سقمونيا مسهل » . 5 - أو متواترات ك « حكمنا بوجود مكّة » لإخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب عادةً . 6 - أو حدسيات موجبة لليقين ، ك « حكمنا بأنّ نور القمر مستفاد من الشمس » ، لتشكّلات البدرية والهلالية وأشباه ذلك . ومن الواضح أنّ استحقاق المدح والذمّ بالإضافة إلى العدل والظلم ليس من الأوّليات بحيث يكفي تصوّر الطرفين في الحكم بثبوت النسبة ،