نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 508
منطق شرح المختصر ، مثلا قولنا : " ليس زيد بقائم " جملة سلبيّة وهي خبر لزيد في قولنا زيد ليس هو بقائم . وتوضيح المقام : أنّه ليست في الجملة الكبرى نسبة جديدة لا إيجابية ولا سلبية ، وإنّما الموجود فيها النسبة السلبية المشتملة عليها الجملة الصغرى ، وهي كافية في حصول الجملة الكبرى . وللفاضل الدواني خيالات دقيقة عن الحقّ بعيدة منشورة في حواشيه مع اشتهاره بين من لا تحقيق له من الناس بأنّه رجل محقّق ، قد ذكرنا جملة منها في بعض فوائدنا ، وإنّما قصدنا بذلك تنبيه الناس على أنّه لا يعصم عن الخطأ في مادّة من الموادّ إلاّ التمسّك بأصحاب العصمة ( عليهم السلام ) . ومن تلك الجملة : أنّ المتكلّمين زعموا أنّ حدوث العالم دليل على أنّه تعالى فاعل قادر لا موجب ، بمعنى أنّه متمكّن من طرفي المعلول . وزعمهم هذا مبنيّ على أنّ ربط الحادث بالقديم إنّما يكون بالتسلسل من جانب المبدأ أو بأن يقتضي العلّة التامّة الأزلية وجود المعلول في وقت معيّن ، ويمتنع في غير الفاعل المختار هذا النحو من الاقتضاء ، والتسلسل من جانب المبدأ باطل ، فتعيّن أن يكون الواجب تعالى قادراً . وأنا أقول : أوّلا : الفرق بين الفاعل القادر وبين غيره في هذا النحو من الاقتضاء ممّا لا يطمئنّ به قلب سليم وطبع مستقيم ، بل الحقّ أنّه يمتنع هذا النحو من الاقتضاء مطلقاً [1] . وثانياً : أنّه لمانع أن يقول : يكفي فيما زعموه من الفرق كون تأثير الفاعل عن علم وإرادة ولا يحتاج إلى أن يكون الفاعل قادراً بالمعنى الأخصّ وهو مطلوبهم . وثالثاً : أنّه لمانع أن يقول : يجوز أن يكون السبب في حدوث العالم توقّف الوجوه المستفاد من الغير على العدم الأزلي كما هو متوقّف على الامكان الذاتي
[1] في ط العبارة هكذا : بل الحقّ أنّ مآل هذا الكلام إلى كون حضور قطعة مخصوصة من الوقت من أجزاء العلّة التامّة للمعلول الأوّل .
508
نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 508