نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 418
والقيام بين يدي الجبّار بالذلّ والاستكانة والخضوع والاعتراف والطلب في الإقالة من سالف الذنوب ، ووضع الجبهة على الأرض كلّ يوم ليكون ذاكراً لله عزّ وجلّ غير ناس له ، ويكون خاشعاً وجلا متذلّلا طالباً راغباً مع الطلب للدين والدنيا بالزيادة ، مع ما فيه من الانزجار عن الفساد جدّاً ، وصار ذلك عليه في كلّ يوم وليلة لئلاّ ينسى العبد مدبّره وخالقه فيبطر ويطغى ، وليكون في ذكر خالقه والقيام بين يدي ربّه زاجراً له عن المعاصي وحاجزاً ومانعاً عن أنواع الفساد . فإن قال : فلم أمر بالوضوء وبدأ به ؟ قيل : لأنّه يكون طاهراً إذا قام بين يدي الجبّار عند مناجاته إيّاه مطيعاً له فيما أمره نقياً من الأدناس والنجاسة ، مع ما فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس وتذكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبّار . فإن قال : فلم وجب ذلك على الوجه واليدين ، ومسح الرأس والرجلين ؟ قيل : لأنّ العبد إذا قام بين يدي الجبّار فإنّما ينكشف من جوارحه ويظهر ما وجب فيه من الوضوء ، وذلك أنّه بوجهه يسجد ويخضع ، وبيده يسأل ويرغب ويرهب ويتبتّل ، وبرأسه يستقبل في ركوعه وسجوده ، وبرجليه يقوم ويقعد [1] . والحديث الشريف طويل نقلنا منه موضع الحاجة . حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار ( رضي الله عنه ) قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري قال : قلت للفضل بن شاذان - لمّا نقلت منه هذه العلل - : أخبرني عن هذه العلل الّتي ذكرتها عن الاستنباط والاستخراج وهي من نتائج العقل أو هي ممّا سمعته ورويته ؟ فقال لي : ما كنت أعلم مراد الله عزّ وجلّ بما فرض ولا مراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بما شرع وسنّ ، ولا أُعلّل من ذات نفسي بل سمعتها من مولاي أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا ( عليه السلام ) مرّة بعد مرّة والشيء بعد الشيء فجمعتها فقلت فأُحدّث بها عنك عن الرضا ( عليه السلام ) ؟ فقال : نعم [2] . وفي باب القرآن من كتاب التوحيد لابن بابويه : أخرج شيخنا محمّد بن الحسن
[1] علل الشرائع : 251 ، ح 9 . [2] علل الشرائع : 274 . هذا الحديث وما قبله لم يردا في خ .
418
نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 418