نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 419
ابن أحمد بن الوليد - ( رضي الله عنه ) - في جامعه ، وحدّثنا به عن محمّد بن الحسن الصفّار عن العبّاس بن معروف قال : حدّثني عبد الرحمن بن أبي نجران عن حمّاد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) جعلت فداك ! اختلف الناس في أشياء قد كتبت بها إليك ، فإن رأيت جعلني الله فداك أن تشرح لي جميع ما كتبت إليك ، اختلف الناس جعلت فداك بالعراق في المعرفة والجحود ، فأخبرني جعلت فداك أهما مخلوقان ؟ . واختلفوا في القرآن ، فزعم قوم : أنّ القرآن كلام الله غير مخلوق ، وقال آخرون : كلام الله مخلوق . وعن الاستطاعة أقَبْل الفعل أم مع الفعل ؟ فإنّ أصحابنا قد اختلفوا فيه ورووا فيه . وعن الله تبارك وتعالى هل يوصف بالصورة أو بالتخطيط ؟ فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليَّ بالمذهب الصحيح من التوحيد . وعن الحركات أهي مخلوقة أو غير مخلوقة ؟ وعن الإيمان ما هو ؟ فكتب ( عليه السلام ) على يدي عبد الملك بن أعين : سألت عن المعرفة ما هي ، فاعلم رحمك الله أنّ المعرفة من صنع الله عزّ وجلّ في القلب مخلوقة ، والجحود صنع الله في القلب مخلوق ، وليس للعباد فيهما من صنع ، ولهم فيهما الاختيار من الاكتساب ، فبشهوتهم للإيمان اختاروا المعرفة فكانوا بذلك مؤمنين عارفين ، وبشهوتهم للكفر اختاروا الجحود فكانوا بذلك كافرين جاحدين ضُلاّلا وذلك بتوفيق الله لهم وخذلان من خذله الله ، فبالاختيار والاكتساب عاقبهم الله وأثابهم . وسألت رحمك الله عن القرآن واختلاف الناس قبلكم ، فإنّ القرآن كلام الله محدث غير مخلوق [1] غير أزلي مع الله تعالى ذكره وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً ، كان الله عزّ وجلّ ولا شيء غير الله معروف ولا مجهول ، كان عزّ وجلّ ولا متكلّم ولا مريد ولا متحرّك ولا فاعل جلّ وعزّ ربّنا ، فجميع هذه الصفات محدثة عند حدوث الفعل منه جلّ وعزّ ربّنا ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، فيه خبر من كان قبلكم
[1] يأتي توجيه الجمع بين كون القرآن محدثاً وغير مخلوق عن الصدوق ( رحمه الله ) بعد انتهاء الحديث .
419
نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 419