نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 355
سلام الله عليهم - لا شغل الرعية ، معلّلا بأنّه ( صلى الله عليه وآله ) بأمر الله تعالى خصّ أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين ( عليهم السلام ) بتعليم ناسخ القرآن ومنسوخه وبتعليم ما هو المراد منه وبتعليم أنّ أيّة آية من القرآن باقية على ظاهرها وأيّة آية لم تبق منه على ظاهرها ، وبأنّ كثيراً من ذلك مخفي عندهم ( عليهم السلام ) وبأنّ ما اشتهر بين العامّة - من أنّ كلّ ما جاء به النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) من حكم وتفسير ونسخ وتقييد وغيرها أظهره بين يدي أصحابه وتوفّرت الدواعي على أخذه ونشره ولم تقع بعده ( صلى الله عليه وآله ) فتنة اقتضت إخفاء بعضها - غير صحيح . وثانياً : أنّ أحاديثهم ( عليهم السلام ) صريحة في أنّ مراده تعالى من قوله ( لعلمه الّذين يستنبطونه منهم ) ومن نظائره أهل الذكر ( عليه السلام ) خاصّة [1] لا صاحب الملكة من الرعيّة . وأمّا كلام ابن عبّاس : فمعناه واضح لا غبار عليه ، وهو أنّ معاني القرآن بعضها من ضروريّات الدين يعرفه المسلمون كوجوب الصلاة والزكاة والحجّ إمّا من القرآن أو من غيره ، وبعضها من ضروريّات اللغة يعرفها كلّ عارف بها ، وبعضها من النظريّات لا يعلمها إلاّ العلماء . وأقول : الظاهر أنّ مراده علماء آل محمّد ( عليهم السلام ) لأنّه من تلامذة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والظاهر أنّه تكلّم موافقاً لما سمعه منه ( عليه السلام ) . وفي التهذيب - في باب الزيادات في القضاء والأحكام - سعد بن عبد الله عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن حمّاد عن عاصم قال : حدّثني مولى لسلمان عن عبيدة السلماني قال : سمعت عليّاً ( عليه السلام ) يقول : يا أيّها الناس اتّقوا الله ! ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون ، فإنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد قال قولا آل منه إلى غيره ، وقد قال قولا من وضعه غير موضعه كذب عليه ، فقام عبيدة وعلقمة والأسود وأُناس معهم فقالوا : يا أمير المؤمنين فما نصنع بما قد خبّرنا به في المصحف ؟ فقال : يسأل عن ذلك علماء آل محمّد ( عليهم السلام ) [2] . وفي كتاب بصائر الدرجات - في باب أنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) أُعطوا تفسير القرآن -