نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 353
اعلم أنّ هنا فائدة لابدّ قبل الشروع في المقصود من الإشارة إليها ، وهي : أنّ المشهور بين الطلبة أنّه لا يجوز تفسير القرآن بغير نصّ وأثر ، حتّى قال الشيخ أبو عليّ الطبرسي - قدّس الله سرّه - في تفسيره الكبير : واعلم أنّه قد صحّ عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وعن الأئمّة ( عليهم السلام ) : " أنّ تفسير القرآن لا يجوز إلاّ بالأثر الصحيح والنصّ الصريح " [1] وروى العامّة عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : " من فسّر القرآن برأيه فأصاب الحقّ فقد أخطأ " [2] قالوا : وكره جماعة من التابعين القول في القرآن بالرأي كسعيد بن المسيّب وسالم بن عبد الله وغيرهم . والقول في ذلك : أنّ الله سبحانه وتعالى ندب إلى الاستنباط وأوضح السبيل إليه ومدح أقواماً فقال : " لعلمه الّذين يستنبطونه منهم " [3] وذمّ أُخرى على ترك تدبّره والإضراب عن التفكّر فيه فقال : ( أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) [4] وذكر أنّ القرآن منزل بلسان العرب فقال : ( إنّا جعلناه قرآناً عربيّاً ) [5] إلى أن قال : هذا وأمثاله يدلّ على أنّ الخبر متروك الظاهر ، فيكون معناه - إن صحّ - أنّ من حمل القرآن على رأيه ولم يعلم شواهد ألفاظه فأصاب الحقّ فقد أخطأ الدليل . وقد روي عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : القرآن ذلول ذو وجوه فاحملوه على أحسن الوجوه . وروي عن عبد الله بن عبّاس أنّه قال قسّم وجوه التفسير على أربعة أقسام : تفسير لا يعذر أحد بجهالته ، وتفسير تعرفه العرب بكلامهم ، وتفسير تعرفه العلماء ، وتفسير لا يعلمه إلاّ الله تعالى ، فأمّا الّذي لا يعذر أحد بجهالته فهو ما يلزم الكافّة من الشرائع الّتي في القرآن وجمل دلائل التوحيد . وأمّا الّذي تعرفه العرب بلسانها فهو حقائق اللغة وموضوع كلامهم . وأمّا الّذي تعلمه العلماء فهو تأويل المتشابه وفروع الأحكام . وأمّا الّذي لا يعلمه إلاّ الله عزّ وجلّ فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة . تمّ كلامه [6] .
[1] مجمع البيان : المقدمة ، الفنّ الثالث . [2] سُنن أبي داود 3 : 320 ، الرقم 3652 . [3] النساء : 83 . [4] محمّد : 24 . [5] الزخرف : 3 . [6] أي كلام الطبرسي .
353
نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 353