نام کتاب : الفوائد المدنية والشواهد المكية نویسنده : السيد نور الدين العاملي جلد : 1 صفحه : 218
وما فسّره رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : بلى قد فسّره لرجل واحد ، وفسّر للأُمّة شأن ذلك الرجل وهو عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال السائل : يا أبا جعفر كان هذا أمر خاصّ لا يحتمله العامّة ؟ قال : أبى الله أن يعبد إلاّ سرّاً حتّى يأتي إبّان أجله الّذي يظهر فيه دينه [1] . وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي - في احتجاج النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يوم الغدير على تفسير كتاب الله والداعي إليه - ألا إنّ الحلال والحرام أكثر من أن أُحصيهما وأُعرّفهما ، فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد ، فأُمرت أن آخذ البيعة منكم [2] والصفقة لكم [3] بقبول ما جئت به عن الله عزّ وجلّ في عليّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والأئمّة من بعده . يا معاشر الناس ! تدبّروا القرآن وافهموا آياته وانظروا في محكماته ولا تتّبعوا متشابهه ، فوالله ! لن يبيّن لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره إلاّ الّذي أنا آخذ بيده [4] . ومن كلامه ( عليه السلام ) المنقول في نهج البلاغة : واردُد إلى الله ورسوله ما يضلعك [5] من الخطوب ويشتبه عليك من الأُمور ، فقد قال سبحانه لقوم أحبّ إرشادهم : ( يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله وإلى الرسول ) [6] فالردّ إلى الله الأخذ بمحكم كتابه ، والردّ إلى الرسول الأخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة [7] . وفي كتاب المحاسن - في باب المقائيس والرأي - عنه ، عن أبيه ، عن الحسن ابن عليّ بن فضال ، عن ابن بكير ، عن محمّد بن الطيّار قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : تخاصم الناس ؟ قلت : نعم ، قال : ولا يسألونك عن شيء إلاّ قلت فيه شيئاً ؟ قلت : نعم ، قال : فأين باب الردّ إذاً ؟ [8] . أقول : في هذه الرواية وأشباهها تصريح بتعذّر المجتهد المطلق * .