responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 65


وبالرجوع إلى المثل القرآني في قصّة إبراهيم عليه السلام نجد أنّ الانقياد والتسليم الأعلائي لم يتحقّق إلاّ بعد أن جاء الأمر الإلهي بذبح ولده إسماعيل ، وإلاّ لو تُرك الأمر ومصداق الانقياد إلى إبراهيم عليه السلام ، فلا يمكن أن يخطر في ذهنه أن يذبح ابنه بهذه الطريقة التي يتحقّق من خلالها الإسلام الحقيقي الذي وصل إليه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ) [1] .
وبالاستناد إلى التحليل المتقدّم يظهر أنّ الكمال النهائي للإنسان ليس هو ترويضه على العبودية والامتثال ، بل هذان الأخيران ليسا إلاّ غاية متوسّطة ينتقل من خلالها الإنسان إلى حصن الولاية الإلهية ، كما هو الحال مثلاً في الصفّ الخامس من المدرسة فإنّه ليس غاية في نفسه بل مقدّمة للوصول إلى الصفّ السادس وهكذا .
في ضوء ذلك نفهم أيضاً لماذا جعل الله سبحانه وتعالى لكلّ أمّة شرعة ومنهاجاً ؟ لأنّ جملة من الأنقيادات ومستويات العبودية الموجودة في الشريعة الخاتمة لم تكن تتحملّها الأمم السابقة ، بسبب التكامل والتطوّر الذي حصل عند البشرية على أيدي الأنبياء والأوصياء والعلماء والذي ارتفع بالإنسان إلى مستوى تحمّل الرسالة الخاتمة إلى يوم القيامة .
وعليه فهناك مصالح ومفاسد في المتعلّقات ، لكن لا بالنحو الأوّل الذي هو مبنى الأشاعرة ، ولا الثاني الذي هو مبنى العدلية ، ولا بالنحو الثالث الذي ذهب إليه السيد الشهيد قدّس سرّه ، بل بما هي مقدّمات ، وتوضيح ذلك أنّ المقدّمات على قسمين :



[1] الصافات : 103 .

65

نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست