للالتفات إليها ، لأنّ ملكاتهم العلميّة كانت أضعف من الالتفات إلى مثل هذه النكتة ، فيكون الشكّ في باب الإجماع شكّاً في أصل وجود المقتضي للعصمة من الخطأ ، لا في وجود المانع بعد إحراز المقتضي ، فيكون احتمال عدم العصمة من الخطأ هنا أقوى من احتماله هناك ، لأنّ مقتضيها هنا محرز وهناك غير محرز . 5 - إنّ الأخطاء المحتملة في مجموعة الأخبار الحدسيّة يحتمل نشوؤها من نكتة مشتركة ، وأمّا الأخطاء المحتملة في مجموعة الأخبار الحسّية فلا يحتمل فيها ذلك عادةً ، بل هي ترتبط في كلّ مخبر بظروفه الخاصّة ، وكلّما كان هناك احتمال النكتة المشتركة موجوداً كان احتمال المجموع أقرب من احتماله في حالة عدم وجودها . ويمكن توضيح ذلك من خلال مثال : لو فرضنا أنّ ثلاثة أشخاص أخبرونا - خطأً - أنّهم رأوا زيداً وهو مرتد لثوب أحمر ، فهنا تارةً نحتمل أن يكون منشأ اشتباه هؤلاء الثلاثة شيئاً واحداً من قبيل أنّهم كانوا يرون دائماً زيداً بالثوب الأحمر ، وحيث إنّهم رأوا شخصاً شبيهاً به مرتدياً للثوب الأحمر فتخيّلوا أنّه زيد ، وأخرى نحتمل أنّ منشأ خطأ كلّ واحد منهم نكتة تختلف عن الآخر ، كما لو فرض أنّ الأوّل أخطأ لأنّه كان مبتلى بالصداع ، والثاني رأى عليه الثوب الأحمر والثالث كان جائعاً . وفي مثل ذلك فإنّ المحتملات إن كان يحتمل وقوعها كلّها بنكتة واحدة ، فضمّ بعضها إلى بعض لا يكون سبباً لتضعيف احتمال الخطأ ، لأنّ النكتة واحدة على أيّ حال ، وأمّا إن كان وقوع كلّ واحد منها بنكتة غير النكتة التي وقع فيها الآخر ، فحينئذ ضمّ بعضها إلى بعض يوجب