والتي يُدّعى دلالتها على نفي حجّية ظواهر القرآن . وهي على طوائف [1] : الطائفة الأولى : التي دلّت على أنّ فهم القرآن مختصّ بأهل بيت العصمة والطهارة لأنّهم هم المخاطبون به ، وهو مساوق لإسقاط حجّية فهم الآخرين للقرآن . منها : ما رواه هارون بن حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) [2] ، قال : « هم الأئمّة خاصّة » [3] . ومنها : ما رواه سدير عن أبي عبد الله عليه السلام ، في حديث ، قال : « علم الكتاب كلّه والله عندنا ، علم الكتاب كلّه والله عندنا » [4] . ومنها : ما رواه زيد الشحّام ، قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام ، فقال : يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة ؟ فقال : هكذا يزعمون ، فقال أبو جعفر : بلغني أنّك تفسّر القرآن ؟ فقال له قتادة : نعم ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : فإن كنت تفسّره بعلم فأنت أنت ، وأنا أسألك . . إلى أن قال أبو جعفر عليه السلام : ويحك يا قتادة ، إن كنت إنّما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك ، فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد فسّرته من الرجال ، فقد هلكت وأهلكت ، ويحك يا قتادة ، إنّما يعرف القرآن من
[1] وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، مصدر سابق : ج 27 ص 176 ، باب عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلاّ بعد معرفة تفسيرها من الأئمّة عليهم السلام . [2] العنكبوت : 49 . [3] وسائل الشيعة ، مصدر سابق : ج 27 ص 180 . [4] المصدر السابق : ج 27 ، ص 181 .