القرآنية ، بعد مراجعة المحكمات لغرض اقتناص المراد منها » [1] . وقد ذكر المفسِّرون أنّ الزائغين الذين يتّبعون المتشابه فقط لهم في ذلك غرضان بحسب الآية الكريمة ، أحدهما : ابتغاء الفتنة ، والآخر : ابتغاء تأويله . وقد ذكر أنّ الفتنة في الدين هي الضلال عنه ، ومعلوم أنّه لا فتنة ولا فساد أعظم من الفتنة في الدين والفساد فيه ، أمّا ابتغاء التأويل فقد ذكر الفخر الرازي : أنّ المراد منه أنّهم يطلبون التأويل الذي ليس في كتاب الله عليه دليل ولا بيان ، مثل طلبهم أنّ الساعة متى تقوم ؟ وأنّ مقادير الثواب والعقاب لكلّ مطيع وعاص كم تكون ؟ قال القاضي : هؤلاء الزائغون قد ابتغوا المتشابه من وجهين ، أحدهما : أن يحملوه على غير الحقّ ، والثاني : أن يحكموا بحكم في الموضع الذي لا دليل فيه » . في المجال ذاته يقرّر العلاّمة الطباطبائي : « المراد بابتغاء الفتنة طلب إضلال الناس ، فإنّ الفتنة تقارب الإضلال في المعنى ، يقول تعالى : يريدون باتّباع المتشابه إضلال الناس في آيات الله سبحانهُ ، وأمراً آخر هو أعظم من ذلك ، وهو الحصول والوقوف على تأويل القرآن ومآخذ أحكام الحلال والحرام حتّى يستغنوا عن اتّباع محكمات الدين فينتسخ بذلك دين الله من أصله » [2] . 2 . الاستدلال بمجموعة من النصوص الواردة عن أهل البيت عليهم السلام
[1] بحوث في علم الأصول ، مصدر سابق : ج 4 ص 280 . [2] ينظر تفسير الفخر الرازي المشتهر ب « التفسير الكبير ومفاتيح الغيب » ، فخر الدِّين محمّد الرازي ( ت 604 ه - ) ، إشراف مكتب التوثيق والدراسات في دار الفكر ، ط 1 1426 ه - ، بيروت : ج 3 ص 164 ، وكذلك الميزان في تفسير القرآن : ج 3 ص 26 ، مصدر سابق .