المستقيم ، أو هي هو . وقد بيّن الله سبحانه هذا المعنى ، أعني اختلاف السبل إلى الله مع كون الجميع من صراطه المستقيم ، في مثل ضَرَبه للحقّ والباطل في كلامه ، فقال تعالى : ( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ) [1] . فبيّن أنّ القلوب والأفهام في تلقّي المعارف والكمال مختلفة مع كون الجميع متّكئة منتهية إلى رزق سماويّ واحد » [2] ، وقد تقدّم تفصيل البحث عن الصراط المستقيم عند البحث عن الجمع بين الحكم الواقعي والظاهري فراجع . ( 2 ) أدلّة الاتّجاه الثاني ( المنع الكبروي ) يقرّر هذا الاتّجاه أنّ ظواهر القرآن ليست بحجّة ؛ لعدم قيام الدليل على حجّيتها ، بل الدليل قائم على عدم الحجّية ، وفي هذا المجال ذُكر وجهان : 1 - « التمسّك بما دلّ من الآيات القرآنية على النهي عن اتّباع المتشابه من القرآن بعد دعوى أنّ المتشابه يشمل الظاهر والمجمل ، لأنّ المتشابه إنّما لوحظ فيه وجود معنيين متشابهين من حيث صلاحيّة اللفظ القرآني
[1] الرعد : 17 . [2] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 1 ص 35 .