responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 313


الوجه الثاني : أنّ الإبهام وعدم الوضوح المدّعى في آيات القرآن ليس مقصوداً من قبل الله سبحانه وتعالى بل هو مقتضى طبع هذا الكتاب الإلهي ، مع الأخذ بنظر الاعتبار العاملين التاليين :
1 . إنّ المتكلّم هو الحقّ سبحانه وتعالى ، وهو يعمل على شاكلته ، ومقتضى المسانخة بين الكلام والمتكلِّم أن يكون الكلام فوق تصوّر البشر المخلوقين وإمكاناتهم المحدودة في الإدراك ، والله سبحانه تجلّى لخلقه في كتابه ، وحيث إنّ فهم الإنسان قاصر عن الإحاطة بالمتكلِّم فهو قاصر عن فهم كلامه والإحاطة بمعانيه أيضاً .
2 . إنّ الله سبحانه وتعالى بيّن في القرآن جميع المعارف والعلوم من التوحيد والمعاد والنبوّة وحقائق الغيب والملكوت بأعلى درجات الدقّة والعمق ، ومن ثمّ فهي متعذّرة الفهم على البشر لأنّ هذه الحقائق أعلى من أن تحيط بها الألفاظ ونظام اللغة الذي يمثِّل طريقة التفاهم الأولى والوحيدة بين الناس في هذه النشأة ، وبذلك تثبت الحاجة الضرورية للإمام الذي يبيّن للناس مفاهيم القرآن ومقاصده .
ويلاحظ عليه :
أوّلاً : لزوم نقض الغرض بالبيان المتقدّم .
ثانياً : لو كان علوّ مقام المتكلّم وعظمة شأنه يمنعان من فهم كلامه الموجّه لمن هو أدنى منه مقاماً ، فهو يجري في كلمات أهل البيت عليهم السلام بالنسبة لمن هو أدنى منهم مقاماً في معارف الدين وهم عموم الناس ، فالجواب عن هذا النقض يجري بعينه على مستوى كلام الحقّ سبحانه وتعالى .
ثالثاً : لو كان المدّعى أنّ كلّ إنسان يستطيع الوقوف على جميع

313

نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست