زخرف » [1] . والروايات في هذا المعنى كثيرة توجب الاطمئنان بهذا المضمون ، وهي تُرجع الناس إلى الكتاب ، والظهور الذي يثبت ذلك هو ظهور عرفيّ من النوع الأوّل ، أي الذي ينسبق إلى الذهن مباشرة دون الحاجة إلى دقّة وتحليل ، ومن ثمّ فالسيرة العقلائية في مثل هذا الظهور ممضاة شرعاً وهي القدر المتيقّن . لكن عند الرجوع إلى الكتاب لا نجد أنّ ظهوراته كلّها من النوع الأوّل بل أعمّ منه ومن الظهور الدقّي الذي يحتاج إلى نوع من التحليل وإعمال المناسبات ، والروايات مطلقة من هذه الجهة ولا تميّز بين الظهورين عند الرجوع إلى الكتاب ، وبذلك يمكن استكشاف إمضاء كلا الظهورين المذكورين ، وهذا دليل على عدم الردع عن الظهور الدقّي التحليلي . الوجه الرابع : « إنّ الردع المحتمل متأخّر زماناً عن صدر الإسلام لتأخّر روايات الردع عن القياس والرأي ونحو ذلك ، مع أنّ السيرة العقلائية على حجّية الظهور كانت منعقدة منذ صدر الإسلام من دون ردع عنها وقتئذ ، بل مع إمضائها ، كجملة من القضايا التي كانت ممضاة في صدر الإسلام ثمّ نسخت من باب التدرّج في التشريع ، فيرجع احتمال الردع إلى احتمال النسخ فيستصحب بقاء الحجّية ، وهذا عمل بإطلاق دليل الاستصحاب الداخل في القدر المتيقّن من السيرة لأنّه إطلاق لفظيّ غير قائم على أساس إلغاء الخصوصيّة وإعمال نكات كما
[1] وسائل الشيعة ، مصدر سابق : ج 27 ص 110 ، باب وجوه الجمع بين الأحاديث المختلفة ، ح 12 .