responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 59


وليست هي الولاية العامّة الموجودة لجميع الخلائق والتي ينصّ عليها قوله تعالى : ( مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [1] .
وهذا من قبيل ما ذكرناه في معنى « المعيّة » التي وردت في القرآن ، فإنّها تنقسم إلى : معيّة عامّة ، ومعيّة خاصّة ، والأولى من قبيل ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا ) [2] وهي المعية القيومية الثابتة للّه سبحانه في كل شيء ، والثانية من قبيل ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [3] ، و ( ا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) [4] فهذه معيّة خاصّة غير الأولى ، ولها آثار خاصّة تنسجم مع المقام الذي تقتضيه هذه المعيّة .
وخلاصة ما تقدّم أنّ الإنسان خلق لغاية وهدف ، وهو الوصول إلى القرب الإلهي ، وهذا الهدف لا يتحقّق إلاّ بالدخول تحت الولاية الإلهية .
2 . ما هي الوسيلة التي تقود الإنسان إلى مقام الولاية الإلهية ؟
في مقام الجواب عن هذا التساؤل الأساسي اتّفقت كلمة المحقّقين أنّ الطريق الوحيد الذي يصل بالإنسان إلى ذلك المقام السامي هو العبودية والانقياد التامّ للمولى الحقيقي والتسليم المحض لتكاليفه ، كما قال سبحانه حكاية عن إبراهيم عليه السلام : ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) [5] . وكذلك قوله : ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ



[1] هود : 56 .
[2] الحديد : 4 .
[3] البقرة : 153 .
[4] البقرة : 194 .
[5] البقرة : 131 .

59

نام کتاب : الظن نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست