إثبات الظهور بالاستدلال والبرهان من الطرق المتّبعة عند الأصوليّين في إثبات جملة من الظواهر : طريق الاستدلال والبرهان ، أي : إعمال الاستنباط الدقّي والعقلي في معرفة الظهور . وقد يتبادر حول ذلك أنّ الظهور أمر عرفيّ يرجع فيه إلى الوجدان العقلائي والعرفي ، فكيف يصحّ الاستناد إلى المنهج العقلي والاستدلال البرهاني الدقّي في تشخيص بعض الظهورات ؟ في هذا المجال حاول الشهيد الصدر أن يجمع بين المنهجين المذكورين ويثبت أنّ الاستدلال البرهاني في تشخيص الظهور لا يتنافى مع عرفية الظهور وعقلائيّته ؛ إذ إنّ حجّية الظهور تستند إلى السيرة العقلائية وقد تقدّم أنّ العقلاء لا يوجد عندهم أصول تعبّدية محضة بل تستند أصولهم وسيرهم إلى الكاشفية والطريقيّة . وعليه لا فرق بين الطرق المتّبعة لاقتناص ظهور الكلام ما دامت الكاشفية متحقّقة سواء أكانت عرفية أم عقلية برهانية . نعم ، لا بدّ أن يكون الظهور المستند إلى إعمال البرهان والمنهج العقلي غير مستنكر عرفاً بعد استظهاره ، وقد ذكر السيّد الشهيد قدّس سرّه جملة من الموارد التي يستند فيها إلى الاستدلال وإعمال الصناعة العقلية في تشخيص الظهور ، وهي كما يلي : « 1 . إثبات أصل الظهور . 2 . إثبات صغراه بعد الفراغ عن كبراه . 3 . إثبات خصوصيّته في الظهور . 4 . التنسيق بين الظواهر لكي يقتنص الظهور النهائي الذي عليه مدار