المتلقّي كأن يكون عارفاً أو حكيماً أو مفسِّراً ، أمّا الإنسان العادي المتعارف فيعرض القرآن له الحقيقة المذكورة من خلال المثل فيقول : ( مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاح ) [1] فإنّ هذا المثل قابل للفهم سواء استطعنا أن نفهم القاعدة الأصليّة أم لا . ومن الأمثلة الأخرى قوله تعالى : ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) [2] فإنّ هذه القاعدة القرآنية تعرض مسألة التوحيد من خلال هذا القياس الاستثنائي الذي لا بدّ فيه من إثبات الملازمة أوّلاً وبطلان اللازم ثانياً . ومن الواضح أنّ هذه الأمور لا يفهمها إلاّ المتكلّم أو الفيلسوف المدرك للقواعد المنطقيّة وأدلّتها ، لكن القرآن يعرض مسألة التوحيد للإنسان المتعارف من خلال المثل كما في قوله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ) [3] . وعليه فما من حقيقة إلاّ وبيّنها القرآن من خلال لغة المثل ، أي أنّ هناك درجة من المعارف ينالها كلّ إنسان متعارف بنفسه . 2 - الإجمال العرضي قُرّب هذا الإجمال بأحد وجهين : الوجه الأوّل : أنّ هناك مجموعة من المخصّصات والمقيّدات والحاكمات الواردة على ظواهر القرآن من جهة أحاديث السنّة الشريفة وروايات أهل البيت عليهم السلام ومعه ينعقد علم إجماليّ يمنع من العمل