بنفسه ، ويبيّنه الله سبحانه بكلامه ، ويمكن للناس الحصول عليه في نهاية المطاف لأنّه صلى الله عليه وآله يبيّن لهم معاني لا طريق إلى فهمها من كلام الله تعالى ؛ فإنّ ذلك لا ينطبق البتّة على مثل قوله تعالى : ( كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) [1] ، وقوله تعالى : ( وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) [2] . على أنّ الأخبار المتواترة عنه صلى الله عليه وآله المتضمّنة لوصيّته بالتمسّك بالقرآن والأخذ به وعرض الروايات المنقولة عنه على كتاب الله ، لا يستقيم معناها إلاّ مع كون جميع ما نقل عن النبيّ صلى الله عليه وآله ممّا يمكن استفادته من الكتاب ، ولو توقّف ذلك على بيان النبيّ صلى الله عليه وآله كان من الدور الباطل وهو ظاهر . وما ذكرناه في معنى اتّباع النبيّ صلى الله عليه وآله جارٍ في اتّباع العترة عليهم السلام بعينه ، وحديث الثقلين غير مسوق لإبطال حجّية ظاهر القرآن وقصر الحجّية على ظاهر بيان أهل البيت عليهم السلام ، كيف وهو يقول : « لن يفترقا » ، فيجعل الحجّية لهما معاً . فللقرآن الدلالة على معانيه والكشف عن المعارف الإلهية ، ولأهل البيت الدلالة على الطريق وهداية الناس إلى أغراضه ومقاصده » [3] . معنى العرض على كتاب الله استناداً إلى الروايات التي قرّرت عرض حديث أهل البيت عليهم السلام على كتاب الله والإعراض عن الأحاديث التي لا توافق القرآن ، لا بدّ من
[1] فصّلت : 3 . [2] النحل : 103 . [3] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 3 ، ص 97 - 100 .