مخالفة لنصوص القرآن التي تقرّر بأنّه عزّ وجلّ يحبّ المحسنين ، ويحبّ المتوكّلين ، ويحبّ التوّابين ، والأمر ذاته على مستوى الكره كقوله : ( وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ ) [1] . أمّا الحب والكره على مستوى النفس النبوية والولوية فهو أظهر من أن يخفى ، خصوصاً في الروايات التي تعرّضت لمسألة عرض أعمال العباد على النبيّ صلى الله عليه وآله من أنّه إذا وجد فيها معصية ساءته وآذته ، والاستياء والأذى لا يتحقّق منه صلى الله عليه وآله إلاّ مع تصوّر حبّه وشوقه للأعمال الحسنة وكرهه وبغضه للأعمال السيّئة . 6 . إمكان تصوير عنوانين ذهنيّين وهو ما ذهب إليه صاحب الدرر الشيخ الحائري قدّس سرّه . ولا بأس بالتعرّض قبل بيان هذا الاتّجاه إلى إحدى القواعد التي تدخل ضمن المقدّمات المنهجية التي يرتكز عليها الكلام في المقام وهي تحديد ماهية المعروض للأحكام الشرعية . فالمعروض إمّا أن يكون المعلوم بالذات وهو الصورة الذهنية عند المكلّف ، أو المعلوم بالعرض الخارجي ، وعلى الثاني يكون طلبه تحصيلاً للحاصل ، إذ لو تحقّقت الصلاة - مثلاً - في الخارج فلا معنى لوجوبها على المكلّف بعد التحقّق خارجاً ، وإن كان المعروض هو المعلوم بالذات فقد يقال إنّ امتثال الوجوب الشرعي يتحقّق بمجرّد تصوّر الواجب ذهناً ، وهو باطل جزماً . ومن هنا وقع البحث في مسألة تعلّق الأوامر بالطبائع أو بالأفراد .