نام کتاب : الأصول العامة للفقه المقارن نویسنده : السيد محمد تقي الحكيم جلد : 1 صفحه : 348
دينكم بالقياس ، أحللتم كثيرا مما حرم الله ، وحرمتم كثيرا مما حلل الله ( 1 ) ) ، وقول ابن عباس ( إياكم والمقاييس ، فإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس ( 2 ) ) ، إلى عشرات من أمثالها من الروايات ، وهي معروضة في كتاب اعلام الموقعين ، وكتاب إبطال القياس ، وغيرهما من الكتب التي عنيت بالإفاضة في أمثال هذه المواضيع . وسكوت الصحابة بنفس تقريبهم السابق يكون إجماعا على إبطاله . وقد حاول غير واحد من مثبتي القياس ان يوفقوا بين هذه المضامين وسابقاتها بحمل هذا النوع من الروايات النافية ( على ما كان من ذلك صادرا عن الجهال ، ومن ليس له رتبة الاجتهاد ، وما كان مخالفا للنص ، وما كان ليس له أصل يشهد بالاعتبار ، وما كان على خلاف القواعد الشرعية ، وما استعمل من ذلك فيما تعبدنا فيه بالعلم دون الظن جمعا بين النقلين ( 3 ) ) . وهذه الجموع كلها جموع تبرعية ، لا تعتمد على ظهور عرفي يقتضيها ، وكل جمع لا يقتضيه الظاهر لا يسوغ الرجوع إليه ، وإلا لما تعذر جمع بين أمرين مختلفين ، فإذا ورد - مثلا - حديث يأمر بوجوب الصلاة وآخر يحرمها ، فإن لنا ان نجمع بينهما - على هذا المبنى - بحمل الامر على خصوص الصلاة في الليل ، والدليل المحرم على خصوص الصلاة في النهار ، أو حمل إحداهما على صلاة الشاب ، والأخرى على صلاة الشيخ ، وهكذا . . . والحق أن الجمع بين الأدلة - إذا لم يكن له ظاهر من نفس الأدلة أو ما يحيط بها من أجواء وملابسات - لا يسوغ الركون إليه .
( 1 - 2 ) الآمدي في الاحكام ، ج 3 ص 83 . ( 3 ) الآمدي في الاحكام ، ج 3 ص 85 .
348
نام کتاب : الأصول العامة للفقه المقارن نویسنده : السيد محمد تقي الحكيم جلد : 1 صفحه : 348