responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 2  صفحه : 285


مثل تعظيم الصديق وتحقيره ، فإن تعظيم الصديق لو خلي ونفسه فهو
حسن ممدوح عليه ، وتحقيره كذلك قبيح لو خلي ونفسه . ولكن تعظيم
الصديق بعنوان أنه تعظيم الصديق يجوز أن يكون قبيحا مذموما ، كما إذا
كان سببا لظلم ثالث . بخلاف العدل ، فإنه يستحيل أن يكون قبيحا مع بقاء
صدق عنوان " العدل " . كذلك تحقير الصديق بعنوان أنه تحقير له يجوز أن
يكون حسنا ممدوحا عليه ، كما إذا كان سببا لنجاته . ولكن يستحيل أن
يكون الظلم حسنا مع بقاء صدق عنوان " الظلم " .
3 - ما لا علية له ولا اقتضاء فيه في نفسه للحسن والقبح أصلا ، وإنما
قد يتصف بالحسن تارة إذا انطبق عليه عنوان حسن كالعدل ، وقد يتصف
بالقبح أخرى إذا انطبق عليه عنوان قبيح كالظلم ، وقد لا ينطبق عليه
عنوان أحدهما فلا يكون حسنا ولا قبيحا ، كالضرب مثلا ، فإنه حسن
للتأديب وقبيح للتشفي ، ولا حسن ولا قبيح ، كضرب غير ذي الروح .
ومعنى كون الحسن أو القبح ذاتيا : أن العنوان المحكوم عليه بأحدهما
بما هو في نفسه وفي حد ذاته يكون محكوما به ، لا من جهة اندراجه
تحت عنوان آخر ، فلا يحتاج إلى واسطة في اتصافه بأحدهما .
ومعنى كونه مقتضيا لأحدهما : أن العنوان ليس في حد ذاته متصفا به
بل بتوسط عنوان آخر ، ولكنه لو خلي وطبعه كان داخلا تحت العنوان
الحسن أو القبيح . ألا ترى أن تعظيم الصديق لو خلي ونفسه يدخل تحت
عنوان " العدل " الذي هو حسن في ذاته ، أي بهذا الاعتبار تكون له
مصلحة نوعية عامة . أما لو كان سببا لهلاك نفس محترمة كان قبيحا ، لأ أنه
يدخل حينئذ بما هو تعظيم الصديق تحت عنوان " الظلم " ولا يخرج عن
عنوان كونه تعظيما للصديق .
وكذلك يقال في تحقير الصديق ، فإنه لو خلي ونفسه يدخل تحت

285

نام کتاب : أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 2  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست