تقدير لفظ خاص مناسب مثل " لا علم إلا بعمل " فإن المفهوم منه أنه لا علم نافع . والمفهوم من نحو " لا غيبة لفاسق " لا غيبة محرمة . والمفهوم من نحو " لا رضاع بعد فطام " ( 1 ) لا رضاع سائغ . ومن نحو " لا جماعة في نافلة " لا جماعة مشروعة . ومن نحو " لا إقرار لمن أقر بنفسه على الزنا " لا إقرار نافذ أو معتبر . ومن نحو " لا صلاة إلا بطهور " بناء على الوضع للأعم لا صلاة صحيحة . ومن نحو " لا صلاة لحاقن " لا صلاة كاملة ، بناء على قيام الدليل على أن الحاقن لا تفسد صلاته . . . وهكذا . وهذه القرينة وهي قرينة " مناسبة الحكم للموضوع " لا تقع تحت ضابطة معينة ، ولكنها موجودة على الأكثر ، ويحتاج إدراكها إلى ذوق سليم . تنبيه وتحقيق : ليس من البعيد أن يقال : إن المحذوف في جميع مواقع " لا " التي هي لنفي الجنس هو كلمة " موجود " أو ما هو بمعناها ، غاية الأمر أنه في بعض الموارد تقوم القرينة على عدم إرادة نفي الوجود والتحقق حقيقة ، فلابد حينئذ من حملها على نفي التحقق ادعاء وتنزيلا بأن ننزل الموجود منزلة المعدوم باعتبار عدم حصول الأثر المرغوب فيه أو المتوقع منه . يعني يدعى أن الموجود الخارجي ليس من أفراد الجنس الذي تعلق به النفي تنزيلا ، وذلك لعدم حصول الأثر المطلوب منه ، فمثل " لاعلم إلا بعمل " معناه : أن العلم بلا عمل كلا علم ، إذ لم تحصل الفائدة المترقبة منه . ومثل " لا إقرار لمن أقر بنفسه على الزنا " معناه : أن إقراره كلا إقرار باعتبار عدم نفوذه عليه . ومثل " لا سهو لمن كثر عليه السهو " معناه :