فالمسألة في حدود ما رأينا مسألة اجتهادية ، لابد فيها من الاطلاع على الدليل ومعرفة مدى صلاحيته للاستدلال به والدلالة على المدعى . تصحيح مراسيل الثلاثة والثلاثة هم : 1 - محمد بن أبي عمير الأزدي البغدادي ( ت 217 ه ) . وصفه النجاشي بأنه جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند مخالفينا . وقال القمي : ( كان أوثق الناس عند الخاصة والعامة ، وأنسكهم نسكا ، وأورعهم ، وأعبدهم ، وأدرك أبا الحسن موسى والإمامين بعده ( ع ) . وكان من أصحاب الاجماع ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، وأصحابنا يسكنون إلى مراسيله ، لأنه لا يرسل إلا عن ثقة ) [1] . 2 - صفوان بن يحيى البجلي الكوفي ( ت 210 ه ) . قال النجاشي : ثقة ، ثقة ، عين ، روى أبوه عن أبي عبد الله ( ع ) ، وروى هو عن الرضا ( ع ) ، وكانت له عنده منزلة شريفة . وقال الشيخ الطوسي : أوثق أهل زمانه عند أهل الحديث ، وأعبدهم ( 1 ) . وتقدم أن الكشي عده في أصحاب الاجماع . 3 - أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي الكوفي ( ت 221 ه ) . قال الشيخ الطوسي : ثقة ، لقي الرضا ( ع ) ، وكان عظيم المنزلة عنده ( 2 ) . ومر أن الشيخ الكشي عده في أصحاب الاجماع . ويراد ب ( التصحيح ) - هنا : أن هؤلاء الثلاثة إذا أرسلوا حديثا إلى الامام ، يؤخذ به ، ويعتد حديثا معتبرا ، ولا يخضع لمعايير تقييم الحديث المرسل .
[1] الكنى والألقاب 1 / 199 - 200 . ( 2 ) معجم الرجال الحديث 9 / 124 . ( 3 ) م . س 2 / 231 .