نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 99
ولو تتبعنا معنى المحكم ودلالته اللغوية, لوجدنا أن المحكم لغة من:
أحكمت الشيء فاستحكم، أي صار محكماً, وهو الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب([302])،
وفي حديث ابن عباس(ت69هـ): قرأت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
يريد المفصل من القرآن لأنه لم ينسخ منه شيء، وقيل: هو ما لم يكن متشابهاً لأنه
أحكم بيانه بنفسه ولم يفتقر إلى غيره، وقوله تعالى:
وفسّرت بأنه:
أحكمت آياته بالأمر والنهي والحلال والحرام ثم فصلت بالوعد والوعيد، والمعنى، وإن
آياته أحكمت وفصلت بجميع ما يحتاج إليه من الدلالة على توحيد الله وتثبيت نبوة
الأنبياء وشرائع الإسلام([304]).
وأما
المتشابه لغةً, فيقال: هذا شبهه، أي شبيهه, وبينهما شبه بالتحريك،
والشبهة: الالتباس. والمشتبهات من الأمور: المشكلات. والمتشابهات: المتماثلات.
وتشبه فلان بكذا. والتشبيه: التمثيل. وتشابها واشتبها: أشبه كل منهما الآخر حتى
التبسا. وأمور مشتبهة ومشبهة كمعظمة: مشكلة. والشبهة بالضم: الالتباس والمثل. وشبه
عليه الأمر تشبيها: لبس عليه. وفي القرآن المحكم والمتشابه([305]).
والمحكم
اصطلاحا: هو «ما لا يحتمل إلا الوجه الواحد الذي أريد به ووصفه محكماً لأنه قد
احكم في باب الإبانة عن المراد. وإما المتشابه: فهو ما احتمل من وجهين فصاعدا»([306]).
وعلى هذا فالمحكم لا يحتمل إلا وجهاً واحداً والمتشابه ما يحتمل وجهين أو أكثر
منهما, حيث أن الدلالة في المحكم واضحة وفي المتشابه غير واضحة، «وقيل: المحكم:
الناسخ والمتشابه المنسوخ»([307]),
ولعل ذلك لدخول الناسخ في أفراد المحكم ودخول