نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 90
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وحبر الأمة ابن عباس, وزوج النبي
صلى الله عليه وآله وسلم عائشة, وعدم منافاته مع المعنى اللغوي([266]).
ولهذا أولى المفسرون([267])
هاتين القراءتين عنايةً لبيان نسبتيهما والحجة فيهما.
بقي أن يذكر أن من الأسباب التي
أسهمت في اختلاف القراءات هو أن الجهات التي وجهت إليها المصاحف كان بها من
الصحابة من أخذ عنه أهل تلك الجهة قراءتهم, وكانت المصاحف خالية من النقط والشكل,
فثبت أهل كل ناحية على ما كانوا تلقوه سماعاً عن الصحابة بشرط موافقة الخط وتركوا
ما يخالف الخط, ثم نشأ الاختلاف بين قرّاء الأمصار([268]),
فكان للخط المصحفي القديم الذي خلا من الضوابط التي تحكم اللفظ وتجعله على صورة
واحدة, الأثر الكبير في اختلاف القراءات بوصفه محتملاً للنطق بوجوه متعددة, يضاف
إلى ذلك تباين الضبط لدى الصحابة لوجوه القراءات, ولو التزم أخذ القراءة من نبع
صافٍ واحد بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي واكب القرآن آية آية ألا وهو أمير
المؤمنين عليه السلام لما اتسع الخلاف في الصدر الأول وأخذ بالتشعب والازدياد.
ودعوى الاختلاف في القراءة في عهد
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم تكاد لا تنهض, إذ أنها «لا تستند إلى حقيقة
تاريخية معينة يصرح فيها بنوعية هذا الاختلاف في القراءة»([269]),
حيث أن الروايات الواردة عن وجود مثل هذا الاختلاف في زمن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم لا تشير إلى «كيفية هذا الاختلاف ونوعية فروقه, فلم يصرح بجميع