responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 91
ذلك مما يجعلها روايات قابلة للشك, ومع حسن الظن بالرواة فإن رواياتهم تلك قد تعبر عن السهو والاشتباه»([270]), وقد ينشأ الاختلاف بين القرّاء من الاجتهاد والرأي بالاستناد إلى الشاهد اللغوي.

وعلى كل حال فالاختلاف في القراءات كان من دواعي تنوع الفهم الذي أسهم في اختلاف التفسير, وشواهده كثيرة لا ينكرها من تتبع كتب التفسير. وليس المراد في هذا المقام تفصيل القول في صحة قراءة وردّ أخرى, ولا الحديث عن حجية هذه القراءات مما يُعدّ خارجاً عن صلب الموضوع.

الاختلاف في أسباب النزول

علم أسباب النزول من فروع علوم القرآن, وهو علم يبحث فيه عن سبب نزول سورة أو آية ووقتها ومكانها وغير ذلك, «فأسباب النزول هي: أمور وقعت في عصر الوحي واقتضت نزول الوحي بشأنها»([271]).

فهي ليست بمعنى السبب والعلة التامة قطعاً, وإنما هي مناسبة دعت إلى نزول آية أو آيات بنحو الاقتضاء, وكل ذلك بترتيب الله وعلمه, إذ لا يتوقف البيان للناس على هذه الواقعة حسب بحيث لولاها لما صدر بيان من الشارع, لكن هذه المناسبة كانت أول مصاديق الداعي والاقتضاء.

ثم أن معرفة أسباب النزول يعتمد على ما نقل عن السلف. والغرض منه ضبط ما يتعلق بالآيات من اقترانها بالمناسبة, ليتعرف المفسر على وجه من وجوه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم، ومنه ما له خصوصية, ومنه ما يكون عاماً.

فقد يحتاج المفسر إلى معرفة السبب أشدّ احتياجاً ليسير على ضوئه في فهم النص, إذ ربما لا يمكن معرفة تفسير الآية من دون الوقوف على سبب نزولها, لأِن النص القرآني المرتبط بسبب معين للنزول تجئ صياغته وطريقة التعبير فيه على وفق ما يقتضيه ذلك السبب، فما لم يعرف ويحدد, لا تُستجلى أسرار صياغته، ولا شكَّ «أنه لا يحل القول فيه إلا بالرواية والسماع ممن شاهد التنزيل»([272]).


[270] -المصدر نفسه: 103-104.

[271] - محمد باقر الحكيم- علوم القرآن: 38.

[272] - ينظر: الواحدي: أسباب النزول:4.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست