responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 83
فالقرآن الكريم لا يرقى إليه أي كلام في كلّ ما فيه فهو في أعلى مراتب الفصاحة والبيان وحسن النظم وجمال الأسلوب, وأثر وقع تراكيب أصواته, مع سمو مقاصده ورفعة معانيه, فهو كتاب هداية وتشريع وفي الوقت نفسه يجسد صورة فنية رائعة, بما انتظم فيه من العبر من قصص القرون الماضية وما وقع فيها, وعلم ما يأتي من الأمور الغيبية وغيرها من القضايا الإلهية والفضائل العلمية والعملية والأحكام الشرعية, والعقائد, والنظم المدنية التي تستقيم بها حياة الإنسان على نهج الرشاد لينعم في دنياه وأخراه «وهو وإن كان عربي النص إلا أنه عالمي الدلالة, وهو وإن كان إنساني المفاهيم إلا أنه عربي العبارة»([236]), فعالمية دلالة القرآن وحيويته وعدم تقيده بالزمان والمكان, دعا لتثوير القرآن وذلك ما أشار إليه الحديث الشريف: «من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين»([237]), فالنص وإن كان واحداً إلا أنه يحتمل معاني متعددة, ولذا قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لابن عباس(ت69هـ) لدى إرساله في محاججة الخوارج: «إن القرآن حمال ذو وجوه»([238]), وذو وجوه: أي ذو معانٍ عديدة([239]), وهذا لا شك يستدعي التدبّر وتوخي الدقة لدى العملية التفسيرية لمن له الأهلية لفهم الخطاب الإلهي, فالخوض في هذا المضمار والإبحار في هذه الوجوه من دون مركب ومعرفة لتسييره أو التقصير في تدبيره يوقع الإنسان في المهلكة, كما وقع لبعض المفسرين, وذلك أنهم, وكما روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام (ت148هـ): «ضربوا بعض القرآن ببعض، واحتجوا بالمنسوخ، وهم يظنون أنه الناسخ، واحتجوا بالمتشابه، وهم يرونه أنه المحكم، واحتجوا بالخاص وهم يقدرون أنه العام، واحتجوا بأول الآية، وتركوا السبب في تأويلها، ولم ينظروا إلى ما يفتح الكلام والى ما يختمه، ولم يعرفوا

[236] - محمد حسين علي الصغير- المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 159.

[237] - الطبراني - المعجم الكبير:9 / 136.

[238] - ابن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة:18 / 71.

[239] - ابن الأثير - النهاية في غريب الحديث:1/ 444.

نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست