نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 38
فظهور الخلافات الفكرية والفقهية, نتج عنه كثافة على
المستوى التطبيقي في التفسير، إلا انه في بداية الأمر لم تكن هناك نتاجات نظرية
حاكمة للمفسر, كما في سائر العلوم لضبط العملية التفسيرية على مستوى التأصيل اللائق, حيث كان الاتكاء على ما أصل من الموازين للعلوم الأُخَر بوصفها
من الخوادم للعملية التفسيرية, أي أن الشعور بالحاجة إلى تلك الأسس موجود, والعمل
عليها موجود إلى حد ما لدى الكثير من المفسرين, ولكن دون تأسيس مستقل, فبرزت
الحاجة الماسة لأسس منهجية لفهم النص الإلهي في القرآن الكريم، للشعور بأن«التفسير بصفته شرحاً لكتاب الله بقي عرياً
من أي سياج نظري نقدي له نسقه الذي يحكمه ومنطقه الذي يقننه ويقعده»([131]).
بيد أن العلوم الإسلامية الأُخَر
حظيت بمثل ذلك الحائط والسور الذي يحمي نظامها, في حين بقي التفسير مفتقراً إلى
مثل هذا النظام إلا ما تبلور في بادئ الأمر في مقدمات التفاسير وكتب علوم القرآن,
إضافة إلى ما تناثر منه في ثنايا الكتب التفسيرية.
فظهر
أنّ تأخُر التدوين المستقل لكليات حاكمة على العملية التفسيرية هو بسبب الاتكاء
على النقل وتحكيم قواعد اللغة وضوابط الحديث عليه، منضمّاً إلى ما كان عليه
المفسرون من صفاء في اللسان وتجلّي الملكة اللغوية، أو الإفادة مما دوِّن في كتب
علم الكلام بالنسبة إلى العقائد, أو ما دوّن في علم الأصول بالنسبة إلى استنباط
الأحكام الشرعية من الآيات القرآنية, فلم تظهر المدونات المستقلة في هذا المجال
بحسب التقصي إلا في القرن السادس الهجري وما يليه([132])، مع أنها
محاولات لم ترتق بعدُ إلى المستوى المطلوب، وما زالت المحاولات في بدايتها،
فالكثير منها مجرد حشد لمباحث أصولية ولغوية... فهي لم تبلغ مرحلة البناء المحكم
والمترابط بين مكوناته.
ولابد من الإشارة إلى جملة من
الدواعي الأخرى التي أفرزتها
[131] - فريد الأنصاري- أبجديات البحث في العلوم
الشرعية: 3.
[132] -ينظر: الراغب الأصفهاني (ت502هـ)- النكات
القرآنية وسليمان بن عبد القوي الطوفي (ت716هـ)-الإكسير في علم التفسيرو أحمد بن
عبد الحليم بن تيمية الحراني (ت728هـ)- مقدمة في أصول التفسير ومحمد بن سليمان بن
سعد الكافيجي (ت879هـ)- التيسير في قواعد علم التفسير....
نام کتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني نویسنده : عدي جواد علي الحجار جلد : 1 صفحه : 38